للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه الرعاية التي فرضها الله على الآباء وسيسألهم عنها يوم القيامة تتمثل في أداء الحقوق والواجبات.

- ويقول ابن القيم -رحمه الله- أيضًا: «فمن أهملَ تعليمَ ولدِهِ ما ينفعه، وَتَرَكَهَ سُدى، فقد أَساءَ إليه غايةَ الإساءة، وأكثرُ الأولادِ إِنما جاء فسادُهُم من قِبَلِ الآباءِ وإهمالِهِم لهم، وتركِ تعليمِهِم فرائضَ الدينِ وَسُنَنَه، فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسِهِم ولم ينفعوا آباءَهُم كِبَارًا» (١).

- وقال ابن حجر (٢) -رحمه الله تعالى: «وهو مسؤول عنهم لأنه أُمر أن


(١) تحفة المودود بأحكام المولود. تحقيق: بشير محمد عيون، مكتبة دار البيان بدمشق، ومكتبة المؤيد بالطائف، الطبعة الثانية (١٤٠٧ هـ)، صفحة (١٣٩).
(٢) ابن حجر العسقلاني (٧٧٣ - ٨٥٢ هـ) هو: أحمد بن علي بن محمد، شهاب الدين، = = أبو الفضل الكناني العسقلاني، المصري المولد والمنشأ والوفاة، الشهير بابن حجر - نسبة إلى (آل حجر) قوم يسكنون بلاد الجريد وأرضهم قابس في تونس، من كبار الشافعية، كان محدثًا فقيهًا مؤرخًا، انتهى إليه معرفة الرجال واستحضارهم، ومعرفة العالي والنازل، وعلل الأحاديث وغير ذلك. تفقه بالبلقيني والبرماوي والعز بن جماعة. ارتحل إلى بلاد الشام وغيرها، تصدى لنشر الحديث وقصر نفسه عليه مطالعة وإقراءً وتصنيفًا وإفتاء، وتفرد بذلك حتى صار إطلاق لفظ المُحدِّث عليه كلمة إجماع، درس في عدة أماكن وولي مشيخة البيبرسية ونظرها والإفتاء بدار العدل، والخطابة بجامع الأزهر، وتولى القضاء، زادت تصانيفه على مائة وخمسين مصنفًا، من تصانيفه: «فتح الباري شرح صحيح البخاري» خمسة عشر مجلدًا؛ و «الدراية في منتخب تخريج أحاديث الهداية»، و «تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير». وينظر: الضوء اللامع (٢/ ٣٦)، والبدر الطالع (١/ ٨٧)، وشذرات الذهب (٧/ ٢٧٠)، ومعجم المؤلفين (٢/ ٢٠).

<<  <   >  >>