للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨) وكذلك حثّ الأبناء على الطهارة وتعلم صفة وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- عمليًّا، وكذلك صفة صلاته صلوات الله وسلامه عليه، كما رغبنا -صلى الله عليه وسلم- في ذلك في صحيح سنته: فـ (عَن حُمْرَانَ (١) -مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رضي الله عنهما-، أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِوَضُوءٍ -الوَضُوء بفتح الواو الماء الذي يتوضأ به، وبضمها غسل أعضاء الوضوء-، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِن إِنَائِهِ، فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الوَضُوءِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ كِلْتَا رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، وَقَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (٢).

وكذلك تعليمهم إقامة الصلاة وتعويدهم على أدائها في جماعة على الوجه الصحيح والمطلوب شرعًا، عملًا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «صلوا كما رأيتموني أصلي» (٣).

واستجابة لأمره -صلى الله عليه وسلم-، القائل: «علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعًا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرًا، وفرقوا بينهم في المضاجع» (٤).

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الدور التربوي للأُسرة في عصرنا الحاضر قد


(١) حمران بن أبان الفارسي الفقيه مولى أمير المؤمنين عثمان، كان من سبي عين التمر ابتاعه عثمان من المسيب بن نجبة، حدَّث عن عثمان، ومعاوية، وهو قليل الحديث، سير أعلام النبلاء (ص: ١٨٣).
(٢) متفق عليه رواه البخاري (٤٨/ ١)، ومسلم (٢٠٤/ ١)، وغيرهما.
(٣) البخاري (٦٠٠٨ - ٧٢٤٦) من حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه-.
(٤) الألباني، صحيح الجامع (٤٠٢٦) صحيح.

<<  <   >  >>