للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقلص بعض الشيء ولم يعد بنفس المنزلة التي كان عليها من قبل، والسبب في ذلك أن هناك مؤسساتٍ اجتماعيةً أُخرى تمكنت في العصر الحاضر من مُزاحمة الأسرة والسيطرة على معظم الوقت الذي يقضيه الناشئ تحت تأثيرها، ومن هذه المؤسسات وسائل الإعلام التي تُعد بحق في عصرنا أهم وأبرز المؤسسات التربوية الاجتماعية المؤثرة تأثيرًا فاعلًا في حياة الإنسان صغيرًا كان أم كبيًرا، جاهلًا أم مُتعلمًا، ذكرًا أم أُنثى، سلبًا وإيجابًا، بخيرها وشرها، بحلوها ومرها (١).

٩) العدل بين الأولاد وحسن معاملتهم: لقد حثّنا ديننا الحنيف وأمرنا بالعدل بين الأبناء في المعاملة وفي كل عطاء معنويًّا كان أم ماديًّا، وأوامر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا المعنى متوافرة في سنته المطهرة.

فعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هَذَا غُلَامًا كَانَ لِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَهُ مِثْلَ هَذَا؟» فَقَالَ: لَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «فَارْجِعْهُ» (٢).

وفي لفظ آخر للشيخين أيضًا، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: تَصَدَّقَ عَلَيَّ أَبِي بِبَعْضِ مَالِهِ فَقَالَتْ أُمِّي؛ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَانْطَلَقَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لِيُشْهِدَهُ عَلَى صَدَقَتِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَفَعَلْتَ هَذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا فِي أَوْلَادِكُمْ». فَرَجَعَ أَبِي فَرَدَّ تِلْكَ الصَّدَقَةَ (٣). وفي لفظٍ لمسلم فقال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يَا بَشِيرُ، أَلَكَ


(١) صالح بن علي أبو عرَّاد، مقدمة في التربية الإسلامية. الرياض: دار الصولتية للتربية (١٤٢٤ هـ) بتصرف يسيرٍ
(٢) رواه البخاري (٢٥٨٦)، ومسلم (١٦٢٣).
(٣) البخاري (٢٥٨٧)، ومسلم (١٦٢٣).

<<  <   >  >>