للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسيأتي الكلام عن الإعلام بتوسع أكثر في موضعه من هذا المبحث بإذن الله تعالى.

هـ- الفراغ وعدم الإفادة من الوقت:

الفراغ من أهم أسباب الوقوع في المعاصي والمنكرات، والانحرافات الخلقية والسلوكية، ويرجع سبب وجود هذا الفراغ إلى:

١ - عدم معرفة الهدف الصحيح والغاية من الحياة التي بينها الله في آي التنزيل.

فقال في محكم كتابه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)} [الذاريات: ٥٦].

٢ - وعدم وجود التصور الواضح المتكامل لهذه الحياة، والجهل بمهام المسلم ومسؤولياته في هذا الكون، فالنفس إذا لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وشغلها بالحق يكون بتزكيتها، وتهذيبها، وإلجامها عن الباطل؛ وإلا تعودت على السوء، واستمرت بالانحراف فخاب بذلك صاحبها، كما قال باريها: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (١٠)} [الشمس: ٩، ١٠].

وقال الحسن البصري:

«يا بن آدم، إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك».

والوقت أعظم ما عنيت بحفظه … وأراه أسهل ما عليك يضيع

إن الفراغ في حياة الناشئة أمره خطير، وشره مستطير، لما خص به الناشئة من خصوصيات كثيرة تختلف عن بقية مراحل عمر الإنسان، لأنها مرحلة ينشأ فيها الناشئ على ما عُوِّدَ عليه.

<<  <   >  >>