وإن لم يقم بهذا الواجب العظيم الجهات المعنية لأيِّ سببٍ من الأسباب فلا يترك هذا الجانب العظيم بالكلية أبدًا؛ بل يقوم به أهل الحسبة من جماعة المسجد وأهل الحي بالتعاون مع إمام المسجد وخطيبه ومؤذنه، وذلك عملًا بقوله -سبحانه وتعالى-: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن: ١٦]، وعملًا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»(١)، والعمل بالإمكانات المتاحة والمباحة.
- وحتى تتحقق مصلحة تربية الناشئة وتكوينهم من خلال المساجد، لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات من القائمين على المساجد، ومنها:
١ - أن يقوم إمام المسجد وخطيب الجامع ومؤذنه ومعهم جماعة المسجد وأهل الحي بالتعاون على هذا الأمر العظيم كما أسلفنا.
ويُقال ذلك سدًّا للذرائع وبيان من كل ما من شأنه أن يلامس الواقع، فلا تكون معالجة هذا الأمر العظيم بعيدة عن الواقع، فتكون معالجة شكلية نظرية غير عملية، وأقول ذلك تحدثًا بفضل الله عن تجارب عملية واقعية وملموسة وكثيرة (موفقة ومسددة) رأيناها وعايشناها في كثير من بلدان المسلمين، وعملًا بقاعدة:«ما لا يدرك كله لا يترك كله»، والفقهاء يعبرون عنها بقولهم:«الميسور لا يسقط بالمعسور»، وقد ذكرها بهذه الصيغة العز بن عبد السلام في قواعد
(١) البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- (٧٢٨٨).