للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن السكن تابعه يونس بن محمد عن فليح عن سعيد عن أبي هريرة، وحديث جابر أصح، كذا وقع عنده، قال أبو علي الجياني: والظاهر أن هذا الإصلاح من قبله. قلت: والتخليط فيه ممن دون البخاري، وقد ذكره أبو مسعود الدمشقي في الأطراف محررا، فذكر حديث أبي تميلة وبعده تابعه يونس بن محمد عن فليح، وقال محمد بن الصلت عن فليح عن سعيد عن أبي هريرة قال البخاري، وحديث جابر أصح، وكذا حكاه أبو نعيم في مستخرجه، وحكى البرقاني نحوه، ثم قال أبو مسعود متعقبا عليه إنما رواه يونس بن محمد عن فليح عن سعيد عن أبي هريرة لا عن جابر، قال: وكذا رواه الهيثم بن جميل عن فليح. قلت: ولم يصب أبو مسعود في دعواه أن رواية يونس بن محمد إنما هي من مسند أبي هريرة، فقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده عن يونس بن محمد من مسند جابر كما قال البخاري، ومن طريقه أخرجه الإسماعيلي، وكذا رواه أبو جعفر العقيلي في مصنفه من حديث يونس، وكذا قال الترمذي إن أبا تميلة ويونس بن محمد روياه عن فليح عن سعيد عن جابر عن نعيم رويناه من طريق محمد بن عبيد الله بن المنادى وأحمد بن الأزهر، وعلي بن معبد ثلاثتهم عن يونس بن محمد عن فليح عن سعيد عن أبي هريرة كما قال أبو مسعود، وقوى بهذا أن لسعيد بن الحارث فيه شيخين، وقد ذكر أبو مسعود أيضا أن محمد بن حميد، رواه عن أبي تميلة فصيره من مسند أبي هريرة، ولكن محمد بن حميد لا يحتج به، ورواية محمد بن الصلت قد ذكرت من وصلها في فصل التعليق، ولله الحمد.

(الحديث الثاني عشر): قال الدارقطني: أخرج البخاري أحاديث للحسن عن أبي بكرة منها حديث الكسوف، والحسن إنما يروي عن الأحنف عن أبي بكرة. قلت: البخاري معروف أنه كان ممن يشدد في مثل هذا، وقد أخرج البخاري حديث الكسوف من طرق عن الحسن علق بعضها، ومن جملة ما علقه فيه رواية موسى بن إسماعيل عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال: أخبرني أبو بكرة، فهذا معتمده في إخراج حديث الحسن، ورده على من نفى أنه سمع من أبي بكرة باعتماده على إثبات من أثبته، وسيأتي مزيد بذلك في فضل الحسن بن علي بن أبي طالب إن شاء الله تعالى.

(الحديث الثالث عشر): قال الدارقطني: أخرجا جميعا حديث ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي قال: لا يحل لامرأة تسافر وليس معها محرم، قال الدارقطني: وقد رواه مالك ويحيى بن أبي كثير، وسهيل عن سعيد عن أبي هريرة، يعني لم يقولوا عن أبيه. قلت: لم يهمل البخاري حكاية هذا الاختلاف، بل ذكره عقب حديث ابن أبي ذئب، والجواب عن هذا الاختلاف كالجواب في الحديث الثاني فإن سعيدا المقبري سمع من أبيه عن أبي هريرة، وسمع من أبي هريرة فلا يكون هذا الاختلاف قادحا، وقد اختلف فيه على مالك فرواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث بشر بن عمر عنه عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، وقال بعده: لم يقل أحد من أصحاب مالك في هذا الحديث عن سعيد عن أبيه غير بشر بن عمر اهـ، وقد أخرجه أبو عوانة في صحيحه من حديث بشر بن عمر أيضا وصحح ابن حبان الطريقين معا، والله أعلم.

(الحديث الرابع عشر): قال الدارقطني: أخرج البخاري حديث الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي النبي : لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل، وقد اختلف فيه على

<<  <   >  >>