(الحديث السابع والثلاثون): قال الدارقطني: وأخرج البخاري حديث أبي بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده قال: كان للنبي ﷺ فرس يقال له اللحيف. قال: وأبي هذا ضعيف. قلت: سيأتي الكلام عليه في الفصل الآتي.
(الحديث الثامن والثلاثون): قال أبو مسعود في حديث أبي إسحاق الفزاري عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري هو أبو طوالة: سمعت أنسا يقول: دخل النبي ﷺ على بنت ملحان فاتكأ عندها، ثم ضحك. . الحديث. وفيه: ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر، قال أبو مسعود هكذا في كتاب البخاري أبو إسحاق عن أبي طوالة، وسقط عليه بينهما زائدة بن قدامة، كذا قال أبو مسعود واستند في ذلك إلى رواية المسيب بن واضح عن أبي إسحاق الفزاري عن زائدة عن أبي طوالة، وهو مستند في غاية الوهاء فإن المسيب ضعيف والحديث في كتاب السير لأبي إسحاق الفزاري من رواية عبد الملك بن حبيب المصيصي عنه ليس فيه زائدة، وهكذا رواه الإمام أحمد في مسنده عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن أبي طوالة ليس فيه زائدة، كما رواه البخاري عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو سواء حتى قال أبو علي الجياني: تتبعت طرق هذا الحديث عن أبي إسحاق فلم أجد فيها زائدة انتهى. نعم الحديث محفوظ لزائدة عن أبي طوالة أيضا بمتابعة أبي إسحاق عن أبي طوالة لا من رواية أبي إسحاق الفزاري عن زائدة، ورواه عن زائدة حسين بن علي الجعفي ومعاوية بن عمرو أيضا، ومن طريقهما أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه، وأبو عوانة في صحيحه لا ذكر لأبي إسحاق الفزاري فيه، وقد رواه أحمد في مسنده عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق، وعن معاوية بن عمرو عن زائدة كلاهما عن أبي طوالة فذكر هذا الحديث. وأخرج بهذا الإسناد عن معاوية بن عمرو عنهما حديثا آخر، وهو حديث أنس في فضل عائشة على النساء، فأظن المسيب بن واضح إن كانت روايته محفوظة يكون قد رواه عن أبي إسحاق الفزاري وزائدة جميعا عن أبي طوالة فوضع موضع واو العطف عن، والله أعلم.
(الحديث التاسع والثلاثون): قال الدارقطني: وأخرج البخاري حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن سهل بن سعد رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها. . الحديث. ولم يقل هذا غير عبد الرحمن، وغيره أثبت منه وباقي الحديث صحيح. قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار يأتي الكلام عليه في الفصل بعد هذا، وقد تفرد بهذه الزيادة.
(الحديث الأربعون): قال الدارقطني: وأخرج البخاري حديث محمد بن طلحة عن أبيه عن مصعب بن سعد قال: رأى سعد أن له فضلا على من دونه، فقال النبي ﷺ: هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم. قال الدارقطني: وهذا مرسل. قلت: صورته صورة المرسل، إلا أنه موصول في الأصل معروف من رواية مصعب بن سعد عن أبيه، وقد اعتمد البخاري كثيرا من أمثال هذا السياق فأخرجه على أنه موصول إذا كان الراوي معروفا بالرواية عمن ذكره، وقد رويناه في سنن النسائي، وفي مستخرجي الإسماعيلي، وأبي نعيم، وفي الحلية لأبي نعيم، وفي الجزء السادس من حديث أبي محمد بن صاعد من حديث مصعب بن سعد عن أبيه أنه رأى فذكره، وقد ترك الدارقطني أحاديث في الكتاب من هذا الجنس لم يتتبعها.