للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طيرة وخيرها الفأل" (١٣).

قال ابن القيم تعليقًا على هذا الحديث: "وهذا يحتمل أن يكون نفيًا وأن يكون نهيًا، أي: لا تطيروا، ولكن قوله في الحديث: "ولا عدوى ولا صفر ولا هامة" (١٤) يدل على أن المراد النفى وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها، والنفى في هذا أبلغ من النهى لأن النفى يدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره والنهي إنما يدل على المنع منه" (١٥).

ويمكن أن يكون النفي متضمنًا لمعنى النهى فيدل على كلا المعنيين: بطلان ذلك وعدم تأثيره، والنهي عنه والله أعلم.

٢ - قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حديث عبد الله بن مسعود: "الطيرة شرك، الطيرة شرك -ثلاثًا- وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل" (١٦).

قال الشيخ سليمان إن عبد الله: "قوله "الطيرة شرك" صريح في تحريم


(١٣) سيأتي تخريجه ص (١١١).
(١٤) تقدم تخريجه ص (٧٨).
(١٥) مفتاح دار السعادة (٣/ ٢٨٠).
(١٦) أخرجه أبو داود (عون ١٠/ ٢٨٨)، ح (٣٩٠٤)، والترمذي (تحفة ٥/ ٢٣٨)، ح (١٦٦٣)، وابن ماجه (٢/ ١١٧٠)، ح (٣٥٣٨)، وابن حبان في صحيحه (١٣/ ٤٩١)، ح (٦١٢٢)، وأحمد (٥/ ٢٥٣) ح (٣٦٨٧)، وابن أبي شيبة في مسنده (١/ ١٨٢)، ح (٢٦٥)، والطحاوى في شرح معاني الآثار (٤/ ٣١٢)، وابن أبى الدنيا في التوكل (٨٨)، ح (٤١، ٤٢)، والحاكم (١/ ٦٤، ٦٥)، ح (٤٣، ٤٤) وقال: هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته ولم يخرجاه.
وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند، والألباني كما في صحيح سنن الترمذي (٢/ ١٢١)
وشعيب الأرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان.
تنبيه:
في قوله "وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل"، نقل الترمذى عن سليمان بن حرب قوله عن هذه الجملة من الحديث: هذا عندى قول عبد الله بن مسعود" وصوَّب ذلك ابن القيم في مفتاح دار السعادة (٣/ ٢٨١) وابن حجر في الفتح (١٠/ ٢١٣) ومعنى هذا أنها مدرجة في الحديث.

<<  <   >  >>