للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض]

ثبت عن -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النهي عن التفضيل بين الأنبياء، وثبت عنه أيضًا ما يُفهم منه جواز ذلك:

أما الأحاديث التي فيها النهي عن التفضيل بين الأنبياء فكما يلي:

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما يهودي يعرض سلعته، أُعطي بِها شيئًا كرهه فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فسمعه رجل من الأنصار فقام فلطم وجهه وقال: تقول: والذي اصطفى موسى على البشر والنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بين أظهرنا؟ فذهب إليه فقال: أبا القاسم إن لي ذمة وعهدًا، فما بال فلان لطم وجهي؟ فقال: "لم لطمت وجهه؟ " فذكره، فغضب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى رُؤي في وجهه ثم قال: "لا تفضلوا بين أنبياء الله، فإنه يُنفخ في الصور، فيُصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم يُنفخ فيه أخرى، فأكون أول من بُعث، فإذا موسى آخذ بالعرش فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي ولا أقول إن أحدًا أفضل من يونس ابن متى" (١).

وفي رواية قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا تخيروني على موسى" (٢).


(١) متفق عليه: البخاري. كتاب الأنبياء، باب: قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} (٣/ ١٢٥٤) ح (٣٢٣٣) ومسلم كتاب الفضائل، باب: من فضائل موسى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (٥/ ١٣٨) ح (٢٣٧٣).
(٢) متفق عليها: البخاري. كتاب الخصومات، باب: ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة بين المسلم واليهودي (٢/ ٨٤٩) ح (٢٢٨٠) ومسلم. الكتاب والباب ورقم الحديث السابق (١٥/ ١٤٠).

<<  <   >  >>