للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُعذب بفعل غيره إلا إذا كان له فيه تسبب" (٢٢).

[المسلك الرابع]

أنه يُعذب بما يمدح به في النياحة مما هو قبيح محرم في الشرع كما كان أهل الجاهلية يفعلون فإنَّهم كانوا ينوحون على الميت ويندبونه بتعديد شمائله ومحاسنه في زعمهم، وتلك الشمائل قبائح في الشرع يُعذب بِها، كما كانوا يقولون: يا مرمل النسوان وميتم الولدان ومخرب العمران ومفرق الأخدان، ونحو ذلك مما يرونه شجاعة وفخرًا وهو حرام شرعًا (٢٣).

وإلى هذا المسلك ذهب ابن حزم والإسماعيلي وطائفة من أهل العلم (٢٤).

واستدل أصحاب هذا المسلك بما يلى:

١ - حديث أبي موسى الأشعري أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "الميت يعذب ببكاء الحي عليه، إذا قالت النائحة: واعضداه واناصراه واكاسباه جبذ الميت وقيل له: أنت عضدها أنت ناصرها أنت كاسبها؟ " (٢٥).

٢ - حديث النعمان بن بشير رضى الله عنهما قال: أُغمي على عبد الله ابن رواحة فجعلت أخته عَمرة تبكي: واجبلاه واكذا واكذا، تعدِّد عليه، فقال


(٢٢) فتح الباري (٣/ ١٥٣) وانظر هذا القول في شرح الصدور (٣٨٥) وبعض أهل العلم يجعل هذا القول مع القولين السابقين قولًا واحدًا.
(٢٣) انظر: مسلم بشرح النووى (٦/ ٤٨٣، ٤٨٤) عارضة الأحوذى (٤/ ١٧٩) كشف المشكل (١/ ٥٨) المفهم (٢/ ٥٨٢) فتح الباري (٣/ ١٥٥) شرح الصدور (٣٨٥) نيل الأوطار (٤/ ١٢٦).
(٢٤) انظر: فتح الباري (٣/ ١٥٥) نيل الأوطار (٤/ ١٢٦).
(٢٥) أخرحه الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٥٦٧) ح (١٩٢١٧) والترمذى بلفظ مقارب (تحفة ٤/ ٨٤) ح (١٠٠٨) وقال: هذا حديث حسن غريب، وابن ماجه (١/ ٥٠٨) ح (١٥٩٤) وحسنه الألباني: انظر صحيح سنن الترمذى (١/ ٢٩٤) ح (٨٠١)، صحيح سنن ابن ماجه (٢/ ٤٣) ح (١٣٠٥).

<<  <   >  >>