للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض]

[الحديث الأول]

حديث عمرو بن العاص أنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة قدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله .. " (١).

[الحديث الثاني]

حديث عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رجل: يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: "من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أُخذ بالأول والآخر" (٢).

وفي رواية لمسلم: "ومن أساء أُخذ بعمله في الجاهلية والإسلام".

[بيان وجه التعارض]

وجه التعارض أن في الحديث الأول ما يفيد أن المرء إذا أسلم فإنه بإسلامه يُغفر له ما سلف في جاهليته لأن الإسلام يهدم ما كان قبله.

بينما نجد في الحديث الثاني ما يفيد أن المرء إذا أسلم ثم أساء في إسلامه فإنه يعاقب على إساءته في حال إسلامه وفي حال جاهليته

* * *


(١) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب: كون الإسلام يهدم ما قبله (٢/ ٤٩٦) ح (١٢١).
(٢) متفق عليه. البخاري: كتاب: استتابة المرتدين والمعاندين، باب: إثم من أشرك بالله (٦/ ٢٥٣٦) ح (٦٥٢٣). ومسلم: كتاب الإيمان، باب: هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية؟ (٢/ ٤٩٥) ح (١٢٠).

<<  <   >  >>