للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث الترجيح]

مما لا شك فيه عند أهل العلم أن ابن صياد دجال من الدجاجلة (١) وإنما وقع الخلاف بينهم في كونه المسيح الدجال أم غيره.

قال النووي: "قال العلماء وقصته مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال أم غيره ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة" (٢).

وقال ابن بطال: "فإن وقع الشك في أنه الدجال الذي يقتله عيسى بن مريم فإنه لم يقع الشك في أنه أحد الدجالين الكذابين الذين أنذر بِهم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قوله: "لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله" (٣) " (٤).

والراجح -والله تعالى أعلم- أن ابن صياد ليس هو المسيح الدجال الذي يقتله عيسى بن مريم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وذلك للأدلة الكثيرة التى استدل بِها أصحاب هذا القول، ولأن أحاديث ابن صياد محتملة وحديث الجساسة نص في هذه المسألة (٥) ولذلك عده ابن كثير -كما تقدم- الفيصل في هذه المسألة.

وأما القدح في حديث الجساسة فليس إليه سبيل، قال ابن حجر رحمه الله: "وقد توهم بعضهم أنه غريب فرد وليس كذلك فقد رواه مع فاطمة بنت قيس


(١) هذا قبل أن يدعى الإسلام.
(٢) مسلم بشرح النووي (١٨/ ٢٦١).
(٣) متفق عليه من حديث أبي هريرة: البخاري (٦/ ٢٦٠٥) ح (٦٧٠٤) ومسلم (١٨/ ٢٦٠) ح (١٥٧).
(٤) فتح البارى بتصرف يسير (١٣/ ٣٢٥).
(٥) انظر الإشاعة لأشراط الساعة (٢١٥).

<<  <   >  >>