للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخلاصة هذا المسلك هو حمل أحاديث الوعد على ظاهرها وإطلاقها كما جاءت -وهذا عمل بأحاديث الوعد- لكن لا بد لتحقق هذا الوعد من توفر الشروط وانتفاء الموانع وهذا عمل بأحاديث الوعيد.

المسلك الثاني: تأويل هذه الأحاديث وعدم حملها على ظاهرها، وقد ذكر أصحاب هذا المسلك عدة تأويلات متقاربة للأحاديث التي فيها تحريم دخول النار على قائل: لا إله إلا الله، ومن هذه التأويلات ما يلى:

- أن المراد بتحريمه على النار تحريم خلوده فيها لا أصل دخولها، فلا يدخل النار دخول خلود وأبدية.

- أو أن المراد أنه لا يدخل النار التي هي موضع الكفار والتي هي ما عدا الدرك الأعلى، فأما الدرك الأعلى فإنه يدخله خلق كثير من عصاة الموحدين بذنوبهم ثم يخرجون بشفاعة الشافعين، وبرحمة أرحم الراحمين (١٣).

- وفي معنى هذين التأويلين ما ذهب إليه ابن قتيبة والقاضي عياض عليهما رحمة الله في أحاديث استحقاق الجنة لقائل لا إله إلا الله حيث حملاها على أن المراد: أن عاقبته إلى الجنة وإن عذب (١٤).

[المذهب الثاني: مذهب النسخ]

وإليه ذهب سعيد بن المسيب والزهري والثوري والآجري عليهم رحمة الله، وحاصله أن أحاديث الوعد السابقة وما في معناها كانت في أول الإسلام


(١٣) انظر التوحيد لابن خزيمة (٢/ ٨٧٥) التوحيد لابن رجب (٣٨) فتح الباري (١/ ٢٢٦) معارج القبول (١/ ٢٨٠).
تنبيه: هناك تأويلات أعرضت عنها لأنَّها بعيدة جدًّا لا تحتملها النصوص انظر مثلًا: التوحيد لابن خزيمة (٢/ ٧٧٥) فتح البارى (١/ ٢٢٦) معارج القبول (١/ ٢٨٠).
(١٤) انظر تأويل مختلف الحديث (١٦١) كتاب الإيمان من إكمال المعلم للقاضي عياض (١/ ٢١٦) سنن الترمذي (تحفة ٧/ ٣٩٣). مسلم بشرح النووي (١/ ٣٣٤).

<<  <   >  >>