للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التمهيد]

أولًا: بيان معنى الطيرة والفأل:

الطيرة: "بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن: هى التشاؤم بالشىء. وهى مصدر تطيَّر يقال: تطيَّر طيرة وتخير خيرة ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما. وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما. وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله ونَهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر" (١).

قال الأزهري: "وقيل: للشؤم طائر وطير وطيرة لأن العرب كان من شأنِها عيافة الطير وزجرها والتطير ببارحها وبنعيق غربانِها وأخذها ذات اليسار إذا أثاروها فسمَّوا الشؤم طيرًا وطائرًا وطيرة لتشاؤمهم بِها وبأفعالها" (٢).

وقال الحميدي: "الطيرة: التطير من الشىء والتشاؤم به والكراهية له. واشتقاقه من الطير كالغراب وما أشبهه مما كانت العرب تتشاءم به وترى أن ذلك مانع من الخير فنفى الإسلام ذلك فقال: "ولا طيرة" في جملة ما نفى" (٣).

وقال ابن عبد البر: "أصل التطير واشتقاقه عند أهل العلم باللغة والسير والأخبار هو مأخوذ من زجر الطير ومروره سانحًا أو بارحًا. منه اشتقوا التطير ثم استعملوا ذلك في كل شىء من الحيوان وغير الحيوان فتطيروا من الأعور والأعضب والأبتر .. " (٤).

وقال النووي: "والتطير: التشاؤم وأصله الشىء المكروه من قول أو فعل


(١) النهاية لابن الأثير (٣/ ١٥٢)، وانظر لسان العرب (٤/ ٥١١).
(٢) تَهذيب اللغة (١٤/ ١٢).
(٣) تفسير غريب ما في الصحيحين ص (٣٠٦).
(٤) التمهيد (٩/ ٢٨٢).

<<  <   >  >>