للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[بيان وجه التعارض]

بالنظر إلى النصوص السابقة نجد أن عائشة رضى الله عنها قد نفت رؤية النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لربه ليلة المعراج ورفعت تفسير الآيتين إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأن المراد بِهما جبريل عليه السلام ووافقها على هذا التفسير ابن مسعود وأبو هريرة رضى الله عنهما، ثم استدلت رضى الله عنها على نفى الرؤية بآية الأنعام وآية الشورى.

وكذلك نجد في حديث أبي ذر رضي الله عنه -"نور أنَّى أراه"، "رأيت نورًا"- ما يفيد نفي الرؤية.

وفي المقابل نجد أن ابن عباس رضي الله عنه قد أثبت الرؤية الفؤادية وبها فسر الآيات في سورة النجم.

وبناءً على هذا فأي القولين أولى بالقبول: قول عائشة رضى الله عنها ومن وافقها، أم قول ابن عباس رضى الله عنهما ومن تبعه؟

في هذا اختلف أهل العلم كما سنبينه إن شاء الله تعالى في المطلب الثاني.

[تمهيد]

قبل الخوض في مذاهب أهل العلم تجاه نصوص الرؤية لا بد من بيان أن الأمة قد أجمعت على أنه لا يَرى الله أحدٌ في الدنيا بعينه، باستثناء ما حصل من النِّزاع في رؤية النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لربه تعالى وقد نقل هذا الإجماع عدد من أهل العلم كالدارمي (١٨) وشيخ الإسلام ابن تيمية (١٩) وابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية (٢٠) وغيرهم.


(١٨) انظر: النقض على المريسي (٢/ ٧٣٨) والرد على الجهمية (٣٠٦) مطبوع ضمن عقائد السلف.
(١٩) انظر: مجموع الفتاوى (٣/ ٣٨٩) (٥/ ٤٩٠) (٦/ ٥١٠) منهاج السنة (٣/ ٣٤٩، ٣٥٠) بغية المرتاد (٤٧٠).
(٢٠) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (٢٢٢).

<<  <   >  >>