للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تنبيه]

اختلف فى حال ابن صياد بعد كبره فقيل إنه تاب ومات مسلمًا وقيل غير ذلك.

فقد ذكر ابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة أنه توفي مسلمًا ثم قال: "فإن كان إسلام ابن صياد في حياة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فله صحبة لأنه رآه وخاطبه، وإن كان أسلم بعد النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلا صحبة له، والأصح أنه أسلم بعد النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " (١٤).

وترجم له الذهبى في تجريد أسماء الصحابة وذكر أنه أسلم وأنه تابعى له رؤية (١٥).

قال ابن حجر: "وفي الجملة لا معني لذكر ابن صياد في الصحابة، لأنه إن كان الدجال فليس بصحابي قطعًا لأنه يموت كافرًا، وإن كان غيره فهو حال لقيه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يكن مسلمًا" (١٦).

وذهب البرزنجى إلى القول بكفره وعدم إسلامه حتي بعد ادِّعائه الإسلام قال رحمه الله: "فإن قيل كيف يُحكم بكفر ابن صياد فضلًا عن كونه دجالًا بعد أن ثبت إسلامه وحجه وجهاده، والأصل بقاؤه على الإسلام إلى الموت؟ قلت: قوله في حديث أبي سعيد لا يكره أنه يكون دجالًا ولو عرض عليه ذلك لقبله دلَّ على عدم إسلامه في الباطن، إذ كيف يرضى المسلم أن يدَّعي الربوبية أو النبوة؟ فهذا الذي جوَّز الحكم بذلك والله أعلم" (١٧).


(١٤) أسد الغابة (٣/ ٢٨٣).
(١٥) انظر تجريد أسماء الصحابة (١/ ٣١٩)
(١٦) الإصابة في تمييز الصحابة -القسم الرابع ممن اسمه عبد الله- (٥/ ١٤٩).
(١٧) الإشاعة لأشراط الساعة (٢١٦).

<<  <   >  >>