للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هدا التعارض]

أجمع أهل السنة والجماعة على مذهب واحد فِى هذه النصوص -أعني نصوص العلو والفوقية ونصوص القرب والمعية- وهو مذهب الجمع فلا تعارض عندهم بين هذه النصوص وإنما أتى هذا الوهم من أتى بسبب قياسه الخالق بالمخلوق، وهذا أمر باطل لأن الله تعالى لا شبيه له في ذاته ولا في صفاته.

فأهل السنة والجماعة يُثبتون لله تعالى العلو والفوقية، وكذلك القرب والمعية، ولا يرون في إثبات هذه الصفات مجتمعة لله تعالى أدنى تناقض فإن الله تعالى ليس كمثله شىء وهو السميع البصير.

وفيما يلي الكلام على كل صفة من هذه الصفات على حدة:

أولًا: صفة العلو والفوقية: دلَّ على إثبات هذه الصفة لله تعالى الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة.

- أما الكتاب فهو ملىء بالآيات المتنوعة الدلالة على علو الله تعالى وفوقيته حتى نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن بعض أكابر أصحاب الشافعى قوله: "في القرآن ألف دليل أو أزيد تدل على أن الله تعالى عالٍ على الخلق، وأنه فوق عباده" (١).

وإليك نماذج من أنواع الأدلة الدالة على علو الله تعالى:

الأول: التصريح بالعلو المطلق الدال على جميع مراتب العلو ذاتًا وقدرًا وشرفًا كقوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (٢).


(١) مجموع الفتاوى (٥/ ١٢).
(٢) سورة البقرة. آية (٢٥٥).

<<  <   >  >>