للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "المدينة حَرَم ما بين عائرٍ إلى كذا، من أحدث فيها حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقبل منه صرف ولا عدل، وقال: ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقبل منه صرف ولا عدل ومن تولى قومًا بغر إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقبل منه صرف ولا عدل" (٢٣).

- حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لعن الله الواصلة والموصولة" (٢٤).

- حديث جابر رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء" (٢٥).

[بيان وجه التعارض]

تدور الأحاديث السابقة حول الفاسق الملِّي الذي معه التوحيد وأصل الإيمان، ولكنه يرتكب بعض الكبائر.

فأحاديث الوعد بكلا نوعيها تفيد أن هذا الفاسق الملِّى موعود بدخول الجنة والنجاة من النار، وإن ارتكب الكبائر خلا الشرك، ما دام أنه ينطق بالشهادتين ومعه أصل الإيمان بينما نجد في أحاديث الوعيد بجميع أنواعها ما يفيد أن هذا الفاسق الملِّي متوعد بالنار والحرمان من الجنة، وفي بعضها نفي الإيمان عنه وبراءة الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منه بل وإطلاق الكفر عليه عند ارتكابه بعض الكبائر.


(٢٣) أخرجه البخاري، كتاب فضائل المدينة، باب: حَرَم المدينة (٢/ ٦٦٢) ح (١٧٧١).
(٢٤) متفق عليه: البخاري، كتاب اللباس، باب: الموصولة (٥/ ٢٢١٨) ح (٥٥٩٧). ومسلم، كتاب اللباس والزينة، باب: تحريم فعل الواصلة. (١٤/ ٣٤٩) ح (٢١٢٢).
(٢٥) أخرجه مسلم، في كتاب المساقاة، باب: لعن آكل الربا ومؤكله. (١١/ ٢٩) ح (١٥٩٨).

<<  <   >  >>