للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث الترجيح]

الذي يترجح في هذه المسألة -والله أعلم- هو القول بإطلاق هذه الأحاديث كما جاءت -سواءً أحاديث الوعد أو أحاديث الوعيد المتعلقة بأحكام الآخرة- وحملها على ظاهرها واعتقاد أن هذه الأعمال سبب وموجب لتحقق الوعد أو الوعيد المرتب عليها، لكن لا يُحكم على معيّن بتحقق الوعد أو الوعيد فيه حتي تتوفر فيه الشروط، وتنتفي عنه الموانع، وقد نصر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية وقرره في مواضع كثيرة من كتبه.

ويدل على صحة هذا القول في أحاديث الوعد:

١ - أنه -صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة -مع الإيمان وعدم الشرك- في كثير من الأحاديث، ولم يقتصر فيها على مجرد الإتيان بالشهادتين، ومن هذه الأحاديث:

أ - حديث أبي أيوب رضى الله عنه أن رجلًا قال للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أخبرني بعملٍ يدخلنى الجنة، فقال النبي -صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم" (١).

ب - حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيًّا أتى النبى -صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: "تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان" (٢).


(١) متفق عليه: البخارى: كتاب الزكاة، باب: وجوب الزكاة. (٢/ ٥٠٥) ح (١٣٣٢). ومسلم: كتاب الإيمان، باب: الإيمان الذي يدخل به الجنة (١/ ٢٨٦) ح (١٣).
(٢) متفق عليه: البخاري، كتاب الزكاة، باب: وجوب الزكاة. (٢/ ٥٠٦) ح (١٣٣٣). ومسلم، كتاب الإيمان، باب: الإيمان الذي يدخل به الجنة (١/ ٢٨٨) ح (١٤).

<<  <   >  >>