للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أن الروايات المطلقة -والتي فيها أن من جاء بالشهادة أو الشهادتين دخل الجنة أو حرمه الله على النار- جاءت مقيدة في روايات أخرى (٣)، فوجب حمل المطلق على المقيد.

فالروايات المطلقة ليس فيها إلا أن لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، ومقتض لذلك، ولكن لا بد لحصول المسبب والمُقتضى من توفر الشروط وانتفاء الموانع، أما إذا تخلف شرط أو وجد مانع فلا ريب أنه قد يتخلف المسبب أو المقتضى.

ولذلك لما قيل للحسن: إن ناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، قال: "من قال لا إله إلا الله فأدَّ حقها وفرضها دخل الجنة" (٤).

وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: "بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك" (٥).

وقد ذكر أهل العلم شروطًا سبعة لا بد من تحققها فيمن قال لا إله إلا الله حتي تنفعه وقد جُمعت في هذا البيت:

علم يقين وإخلاص وصدقك مع ... محبة وانقياد والقبول لها (٦)

قال ابن القيم معلقًا على حديث: "إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" (٧)، قال رحمه الله: "والشارع صلوات


(٣) وقد تقدم ذكر شىء منها ص (٣٤٠).
(٤) انظر التوحيد لابن رجب (٤٠).
(٥) أخرجه البخاري تعليقًا (١/ ٤١٧).
(٦) انظر تفصيل هذه الشروط وأدلتها في معارج القبول للحكمي (١/ ٢٧٣ - ٢٧٩).
(٧) تقدم تخريجه ص (٣٤١).

<<  <   >  >>