للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة قال أبو سعيد الخدري حتي كدت أن أعذره ثم قال: أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن، قال: قلت له: تبًّا لك سائر اليوم" (١٩).

٦ - عن نافع قال: لقى ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة فقال له قولًا أغضبه فانتفخ حتي ملأ السكة فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت: رحمك الله ما أردت من ابن صائد أما علمت أن رسول الله -صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إنما يخرج من غضبةٍ يغضبها".

وفي طريق آخر قال ابن عمر: لقيته مرتين قال: فلقيته فقلت لبعضهم هل تحدثون أنه هو؟ قال: لا والله، قال: قلت: كذبتنى والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتي يكون أكثركم مالًا وولدًا فكذلك هو زعموا اليوم، قال فتحدثنا ثم فارقته قال فلقيته لقيةً أخرى وقد نفرت (٢٠) عينه، قال فقلت: متي فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري، قال: قلت: لا تدري وهي في رأسك قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه قال: فنخر كأشد نخير حمار سمعت قال: فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معى حتي تكسرت، وأما أنا فوالله ما شعرت قال: وجاء حتي دخل على أم المومنين فحدثها فقالت: ما تريد إليه ألم تعلم أنه قد قال: "إن أول ما يبعثه على الناس غضبٌ يغضبه" (٢١).

[بيان وجه التعارض]

لما كان ابن صياد فيه بعض أمارات المسيح الدجال اشتبه أمره على بعض الصحابة فمن بعدهم لا سيما وأنه يصرح بأنه يعرف مكانه وأين هو الآن وأنه


(١٩) أخرجه مسلم في كتاب الفتن. باب: ذكر ابن صياد (١٨/ ٢٦٣) ح (٢٩٢٧).
(٢٠) أي ورمت. النهاية (٥/ ٩٣) المفهم (٧/ ٢٧١) مسلم بشرح النووى (١٨/ ٢٧٢).
(٢١) أخرجه مسلم في كتاب الفتن. باب: ذكر ابن صياد (١٨/ ٢٧٠) ح (٢٩٣٢).

<<  <   >  >>