للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لو عرض عليه أن يكون المسيح الدجال ما كره أضف إلى هذا أن النبي -صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تردد في شأنه في أول الأمر حتي إن عمر رضى الله عنه حلف عنده أن ابن صياد هو الدجال فلم يُنكر عليه، وهذا يدل على شدة اشتباه أمره ولذلك صرح كثير من أهل العلم بأن أمره مشكل.

قال الخطابي رحمه الله: "وقد اختلف الناس في ابن صياد اختلافًا شديدًا وأشكل أمره حتي قيل فيه كل قول" (٢٢).

وقال القرطبي رحمه الله: "وعلى الجملة فأمره كلُّه مشكل وهو فتنة ومحنة" (٢٣).

وقال النووي رحمه الله: "قال العلماء: وقصته مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره" (٢٤).

وقال الحافظ ابن حجر: "ولشدة التباس الأمر في ذلك سلك البخاري مسلك الترجيح فاقتصر على حديث جابر عن عمر في ابن صياد ولم يخرج حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم" (٢٥).

وقال الشوكاني رحمه الله: "وإنما تكلمنا على قصة ابن صياد مع كون المقام ليس مقام الكلام عليها لأنَّها من المشكلات المعضلات التي لا يزال أهل العلم يُسألون عنها" (٢٦).

* * *


(٢٢) معالم السنن (٤/ ٣٢٢).
(٢٣) المفهم (٧/ ٢٦٣).
(٢٤) مسلم بشرح النووي (١٨/ ٢٦١).
(٢٥) فتح الباري (١٣/ ٣٢٨).
(٢٦) نيل الأوطار (٧/ ٢٤٢).

<<  <   >  >>