للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأولى: وهى الإسلام الذي هو أصل الدين.

والثانية: وهى الإيمان الخاص.

ونفى المرتبة الأولى يتضمن نفى المرتبة الثانية، لكن نفى المرتبة الثانية لا يتضمن نفى المرتبة الأولى.

وكذلك فإن الكفر مرتبتان هما:

الكفر المخرج من الملَّة المقابل للإيمان الذي هو الإسلام على الحقيقة.

والكفر الذي لا يخرج من الملَّة ويقابل الإيمان الواجب الذي هو زائد على مرتبة الإسلام على الحقيقة.

وبناءً على هذا فإنه لا يلزم من إطلاق وصف الكفر أن يكون المراد به الكفر المخرج من الملَّة، بل قد يراد به الكفر الأصغر، كما أنه لا يلزم من نفي الإيمان نفيه بالكلية، بل قد يكون المراد نفى الإيمان الواجب مع بقاء وصف الإسلام (٤٠).

[مناقشة الأقوال والتوجيهات المرجوحة لأحاديث الوعيد]

قبل المناقشة لا بد من التنبيه على أن بعض التوجيهات السابقة لأحاديث الوعيد متداخلة أو على أقل الأحوال ليست متعارضة، ولذلك قال ابن حجر رحمه الله: "بعض الأقوال المنسوبة لأهل السنة يمكن رد بعضها إلى بعض" (٤١).

كما أنه من الملاحظ أن جميع التوجيهات -سواءً في أحاديث الوعد أو الوعيد- تشترك في شيء معين، من أجله قال أهل العلم بِهذه التوجيهات:

ففي أحاديث الوعد نجد أن جميع الأقوال تشترك في كون مرتكب الكبيرة


(٤٠) انظر: ضوابط التكفير، للقرني (١٩٠).
(٤١) فتح الباري (١٢/ ٦٢).

<<  <   >  >>