للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة، فلما حججت رجع أخى بِها؟ وتخلفت في طلب الحديث، فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف فضائل الصحابة والتابعين وأقاويلهم (٩).

هذا الكلام من البخاري رحمه الله تعالى يدل على أنه بدأ في المطلب في مرحلة مبكرة من العمر، فبدأ في الكُتَّاب، ثم خرج منها وبدأ يختلف إلى علماء عصره وأئمة بلده، يأخذ عنهم ويراجعهم ويناقشهم، ثم خرج من بلده طلبًا للعلم والحديث حتى أصبح إمامًا في العلم ورأسًا في الحديث يقصده طلاب العلم ومريدوه من كل حدب وصوب.

[٣ - رحلاته في طلب العلم]

كانت أول رحلة قام بِها البخاري هي رحلته إلى مكة للحج، وهو في سن السادسة عشرة من عمره تقريبًا، قال ابن حجر: "فكان أول رحلته على هذا سنة عشر ومائتين ولو رحل أول ما طلب لأدرك ما أدركته أقرانه من طبقة عالية" (١٠).

وقد أكثر البخاري رحمه الله تعالى بعد ذلك من الرحلة إلى سائر الأمصار في طلب العلم والحديث.

قال الخطيب البغدادي: "رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار وكتب بخراسان والجبال ومدن العراق كلها وبالحجاز والشام ومصر" (١١).

وحدَّث البخاري عن نفسه فقال: "لقيت أكثر من ألف رجل: أهل الحجاز والعراق والشام ومصر لقيتهم كرَّات، أهل الشام ومصر والجزيرة


(٩) انظر: تاريخ بغداد (٢/ ٧) تَهذيب الكمال (٢٤/ ٤٣٩).
(١٠) هدى السارى (٤٧٨).
(١١) تاريخ بغداد (٢/ ٥).

<<  <   >  >>