لقد حظى الصحيحان باهتمام بالغ وعناية فائقة من أهل العلم لم تحصل لغيرهما من كتب السنة، كما هو واضح من كثرة المؤلفات التي ألفت عليهما من شروح ومستخرجات ومستدركات، وتعاليق وملخصات .. ولا عجب من ذلك فهما أول الكتب المؤلفة في الصحيح المجرد، كما أنَّهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى ولذلك فقد تلقتهما الأمة بالرضى والقبول، وتواردت أقوال أهل العلم في الثناء عليهما وإعظام شأنِهما وبيان منْزلتهما، وإليك بعض أقوالهم في ذلك:
قال ابن الصلاح:"أول من صنف الصحيح: البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي مولاهم، وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري .. وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز"(١).
وقال النووي: "أول مُصَنَّف في الصحيح المجرد: صحيح البخاري ثم