للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولحمها وعظمها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب أجله؟ فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب رزقه؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أُمر ولا ينقص".

وفي رواية أخرى عنه رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأذنيَّ هاتين يقول: "إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك -قال زهير: حسبته قال: الذي يخلقها- فيقول: يا رب أذكر أو أنثى؟ فيجعله الله ذكرًا أو أنثى، ثم يقول: يا رب أسوي؟ فيجعله الله سويًّا أو غير سوي، ثم يقول: يا رب ما رزقه؟ ما أجله؟ ما خلقه؟ ثم يجعله الله شقيًّا أو سعيدًا".

وفي رواية له أيضًا يرفعها إلى النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أن ملكًا موكَّلًا بالرحم إذا أراد الله أن يخلق شيئًا بإذن الله لبضع وأربعين ليلة .. " (٤) وذكر نحو الروايات السابقة.

[بيان وجه التعارض]

بالنظر إلى الأحاديث السابقة نجد أن حديث ابن مسعود رضى الله عنه صريح في وقوع الكتابة بعد الأربعين الثالثة، أي بعد المضغة، وحديث أنس رضى الله عنه موافق له لأن فيه أن الكتابة تكون بعد المضغة، بينما حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه ظاهره -كما في جميع رواياته- مخالف لحديث ابن مسعود رضي الله عنه لأن فيه أن الكتابة إنما تكون بعد الأربعين الأولى.

* * *


(٤) أخرج هذه الروايات مسلم في كتاب القدر، باب: كيفية الخلق الآدمى (١٦/ ٤٣١ - ٤٣٣)
ح (٢٦٤٥).

<<  <   >  >>