للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثانى مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض]

سلك أهل العلم في هذه المسألة مذهبين: أحدهما مذهب الجمع والآخر مذهب الترجيح وإليك بيان ذلك:

أولًا: مذهب الجمع:

وإليه ذهب الطحاوي وأبو الخطاب بن دحية وأشار إليه الطبري واحتمله النووي وهو حمل ما جاء في النصوص على أنَّهما دخانان:

أحدهما: ما أصاب قريش عندما دعا عليهم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما جاء ذلك عن ابن مسعود رضى الله عنه وهذا قد مضى وانتهى.

والثاني: يكون من علامات الساعة قبل قيامها كما جاء ذلك في حديث حذيفة وأبي هريرة رضى الله عنهما.

قال الطحاوي: "الدخان المذكور في أحاديث ابن مسعود رضى الله عنه غير الدخان المذكور في حديثي حذيفة وأبي هريرة" (١).

وقال أبو الخطاب بن دحية: "والذي يقتضيه النظر الصحيح حمل ذلك على قضيتين إحداهما وقعت وكانت الأخرى ستقع وستكون، فأما التي كانت فالتى كانوا يرون فيها كهيئة دخان وهي الدخان غير الدخان الحقيقى الذي يكون عند ظهور الآيات التى هي من الأشراط والعلامات" (٢).

وقال الطبري رحمه الله: "وبعد، فإنه غير منكر أن يكون أحل بالكفار


(١) مشكل الآثار (١/ ٢٨٧).
(٢) نقل ذلك عنه القرطبى في التذكرة (٢/ ٥١٦).

<<  <   >  >>