للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ارتضاها واختار ذكرها، وأورد فيه أسانيده المتعددة وألفاظه المختلفة، فيسهل على الطالب النظر في وجوهه واستثمارها، ويحصل له الثقة بجميع ما أورده مسلم من طرقه، بخلاف البخاري فإنه يذكر تلك الوجوه المختلفة في أبواب متفرقة متباعدة وكثير منها يذكره في غير بابه الذي يسبق إلى الفهم أنه أولى به، وذلك لدقيقة يفهمها البخاري منه، فيصعب على الطالب جمع طرقه وحصول الثقة بجميع ما ذكره البخاري من طرق هذا الحديث، فقد رأيت جماعة من الحفاظ المتأخرين غلطوا في مثل هذا فنفوا رواية البخاري أحاديث هي موجودة في صحيحه في غير مظانِّها السابقة إلى الفهم" (٣٤).

[٣ - عدد أحاديث صحيح مسلم]

وقع الخلاف قديمًا وحديثًا في تعداد أحاديث صحيح مسلم، وذلك بناءً على اختلافهم في عد الأحاديث الأصول دون المكررات، واختلافهم في عد المكررات بالمتابعات والشواهد.

والمشهور عند علماء المصطلح أن عدد أحاديث صحيح مسلم بدون المكرر أربعة آلاف حديث (٤٠٠٠) (٣٥).

وقد قام الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي بحصر الأحاديث الأصلية في صحيح مسلم بدون المكرر فبلغت (٣٠٣٣) حديثًا، وذلك بدون المتابعات والشواهد، قال رحمه الله تعالى مبينًا ذلك: "لما كان الإمام مسلم لم يقتصر على طريق واحدة للحديث الذي يسوقه، بل يتبع هذه الطرق بطرق كثيرة متعددة


(٣٤) مسلم بشرح النووي (١/ ١٢١).
(٣٥) انظر: صيانة صحيح مسلم لابن الصلاح (١٠١) التقريب للنووى (١/ ٨٥) اختصار علوم الحديث لابن كثير مطبوع مع شرحه الباعث الحثيث (٢٣) الإمام مسلم بن الحجاج ومنهجه في الصحيح (١/ ٣٩٤).

<<  <   >  >>