للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هي من صنيع بعض شراح الصحيح، وأهمهم في ذلك النووي فقد قال رحمه الله تعالى: "وقد ترجم جماعة أبوابه بتراجم بعضها جيد وبعضها ليس بجيد، إما لقصور في عبارة الترجمة، وإما لركاكة لفظها، وإما لغير ذلك، وأنا إن شاء الله أحرص على التعبير عنها بعبارات تليق بِها في مواطنها" (٣١).

ومن الجدير بالذكر أن مسلمًا هو الذي وضع عناوين الكتب الرئيسة في صحيحه، ولذلك فإن لها ذكرًا في كتب الأقدمين (٣٢)، وأما الأبواب والتراجم التفصيلية فلم يضع شيئًا منها كما تقدم.

- وقد بلغت عدد الكتب في صحيح مسلم (٥٤) كتابًا وذلك حسب ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.

وأما الأبواب فقد بلغت -على تعداد محمد فؤاد عبد الباقي تبعًا لتبويب النووي-: (١٣٢٩) بابًا، عدا أبواب المقدمة (٣٣).

- وقد تميز مسلم عن البخاري بميزة فريدة وهي أنه يجمع طرق الحديث في مكان واحد ولا يكررها -غالبًا- ولا يقطعها ولا يفرقها بين الكتب والأبواب، بخلاف البخاري رحمه الله تعالى فإنه يقطع الحديث الواحد حسب مواضيعه، فيضعه في موضعين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك؛ مما يشكل صعوبة كبيرة في الحصول على كامل الحديث.

قال النووي: "وقد انفرد مسلم بفائدة حسنة وهي كونه أسهل متناولًا من حيث إنه جعل لكل حديث موضعًا واحدًا يليق به، جمع فيه طرقه التي


(٣١) مسلم بشرح النووي (١/ ١٢٩) بتصرف يسير.
(٣٢) انظر الإمام مسلم بن الحجاج ومنهجه في الصحيح (١/ ٣٨٨).
(٣٣) المرجع السابق (١/ ٣٩٢ - ٣٩٣).

<<  <   >  >>