للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض]

سلك أهل العلم في هذه المسألة ثلاثة مسالك لا تخرج كلها عن مذهب الجمع وهي كالتالي:

[المسلك الأول]

أن المرء إذا دخل في الإسلام فإنه يغفر له في الإسلام كل ما سبق منه في الجاهلية من كفر وذنب وإن أصرَّ عليها في الإسلام.

قالوا: وأما الإساءة الواردة في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فمحمولة على الكفر سواءً كان ذلك بارتداده عن الإسلام، أو بكونه دخل في الإسلام ظاهرًا وأما في الباطن فهو باقٍ على كفره، بمعنى أنه أسلم إسلام المنافق.

وإلى هذا المسلك ذهب الطحاوي (١)، وبعض الحنابلة كابن حامد والقاضي أبي يعلى (٢) ورجحه ابن بطال (٣) وعزاه لجماعة من العلماء، والقرطبي (٤) والنووي (٥) وعزاه لجماعة من المحققين، وابن حجر (٦)، وأشار إليه البخاري وذلك بإيراد هذا الحديث بعد حديث: "أكبر الكبائر شرك" وأورد كلًّا في أبواب المرتدين (٧).


(١) انظر مشكل الآثار (١/ ١٤٧).
(٢) انظر فتح الباري لابن رجب (١/ ١٥٦).
(٣) انظر فتح الباري لابن حجر (١٢/ ٢٦٦).
(٤) انظر المفهم (١/ ٣٢٧).
(٥) انظر مسلم بشرح النووي (٢/ ٤٩٥).
(٦) انظر فتح الباري (١٢/ ٢٦٦).
(٧) المرجع السابق نفس الجزء والصفحة.

<<  <   >  >>