للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حين أفاق: ما قلتِ شيئًا إلا قيل لي: أنت كذلك (٢٦).

٣ - حديث ابن عمر أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ولكن يعذب بِهذا" (٢٧) وأشار إلى لسانه.

قال ابن حزم تعليقًا على هذا الحديث: "فصح أن البكاء الذي يُعذب به الإنسان ما كان منه باللسان إذ يندبونه برياسته التي جار فيها وشجاعته التي صرفها في غير طاعة الله وجوده الذي لم يضعه في الحق، فأهله يبكون عليه بهذه المفاخر وهو يعذب بذلك" (٢٨).

٤ - قالوا: وعلى هذا تحمل رواية: "ببعض بكاء أهله" إذ ليس كل ما يُعدِّدونه من خصاله يكون مذمومًا، فقد يكون من خصاله كرم وإعتاق رقاب وكشف كرب وغير ذلك مما هو ممدوح (٢٩).

[المسلك الخامس]

أن معني التعذيب الوارد في الحديث: توبيخ الملائكة له بما يندبه أهله به، فكلما ذُكر له ما نيح به عليه كان ذلك عذابًا له، قالوا: ورب توبيخ زاد على التعذيب (٣٠).

-واستدل أصحاب هذا المسلك بما سبق من حديث أبي موسى الأشعري رضى الله عنه حيث رواه الترمذي بلفظ: "ما من ميت يموت فيقوم باكيهم


(٢٦) أخرحه البخارى (٤/ ١٥٥٥) ح (٤٠١٩).
(٢٧) سبق تخريجه ص (٤٣٦).
(٢٨) نقل ذلك عنه ابن حجر في الفتح (٣/ ١٥٥).
(٢٩) انظر: المفهم (٢/ ٥٨٣).
(٣٠) انظر: كشف المشكل (١/ ٦٠)، فتح الباري (٣/ ١٥٥)، شرح الصدور (٣٨٥)، نيل الأوطار (٤/ ١٢٧).

<<  <   >  >>