للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه" (١٣).

وقال ابن حجر: "وهذا يضعف ما تقدم أنه مات بالمدينة وأنَّهم صلوا عليه وكشفوا عن وجهه" (١٤).

وبعد هذا التعريف بابن صياد إليك مذاهب أهل العلم فيه:

أولًا: مذهب الجمع:

وإليه ذهب الحافظ ابن حجر فقال: "وأقرب ما يجمع به بين ما تضمنه حديث تميم وكون ابن صياد هو الدجال أن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثقًا، وأن ابن صياد شيطان تبدى في صورة الدجال في تلك المدة إلى أن توجه إلى أصبهان فاستتر مع قرينه إلى أن تجيء المدة التي قدر الله تعالى خروجه فيها" (١٥).

ثانيًا: مذهب الترجيح:

وقد سلكه فريقان من الناس ففريق رجح أن ابن صياد هو الدجال الأكبر، والفريق الآخر رجح أنه ليس هو وأن المسيح الدجال هو الذي في قصة الجساسة، وإليك بيان ذلك:

الفريق الأول: وهم الذين ذهبوا إلى أن ابن صياد هو المسيح الدجال وعلى رأس هؤلاء بعض الصحابة كعمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله (١٦) وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وأبي ذر (١٧) رضى الله عنهم، وتبعهم على ذلك بعض أهل العلم كأبي عبد الله القرطبي، وهو ظاهر كلام النووي


(١٣) مسلم بشرح النووي (١٨/ ٢٦٣).
(١٤) فتح البارى (١٣/ ٣٢٦).
(١٥) فتح البارى (١٣/ ٣٢٨).
(١٦) تقدمت الرواية عنهما ص (٣٩٤)
(١٧) ستأتي الرواية عنهم قريبًا إن شاء الله ص (٤٠٤).

<<  <   >  >>