للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض]

تقدم لنا أنه لا إشكال عند أهل السنة والجماعة في كون الشر إنما يقع بتقدير الله تعالى وقضاءه، وبالتالي فإن الإشكال ينحصر في حديث "والشر ليس إليك"، وقد سلك أهل العلم في توجيهه عدة مسالك كلها تنحى منحى الجمع، وإليك بيان ذلك:

[المسلك الأول]

أن المعنى والشر لا يُتقرب به إليك، وإلى هذا ذهب الخليل بن أحمد والنضر بن شميل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وأبو بكر بن خزيمة والأزهري (١) والطحاوي (٢) عليهم رحمة الله.

[المسلك الثاني]

أن المعنى والشر لا يضاف إليك على انفراده فلا يُقال: يا خالق الشر ويا مقدر الشر ويا خالق القردة والخنازير ونحوها، وإلى هذا ذهب أبو عثمان الصابوني (٣) وحُكى عن المزني وغيره (٤).

[المسلك الثالث]

أن المعنى والشر لا يصعد إليك إنما يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح (٥).


(١) انظر مسلم بشرح النووى (٦/ ٣٠٦) عون المعبود (٢/ ٣٢٩) معالم السنن (١/ ١٧٠) الاعتقاد للبيهقي (٧٦).
(٢) انظر مشكل الآثار (١/ ٣٣٥)
(٣) انظر عقيدة السلف وأصحاب الحديث (٢٨٥).
(٤) انظر مسلم بشرح النووى (٦/ ٣٠٦) عون المعبود (٢/ ٣٢٩).
(٥) انظر مسلم بشرح النووى (٦/ ٣٠٦) عون المعبود (٢/ ٣٢٩).

<<  <   >  >>