للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعًا: ما ورد من النهي عن الكي:

ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم أو شربة عسل أو كيَّة بنار، وأنا أنْهى أمتي عن الكي" (١٣).

[بيان وجه التعارض]

وجه التعارض في أحاديث الكي هو عدم اتفاقها على حكم واحد في الكي، فمن الأحاديث ما يفيد جواز الكي كما في فعله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومن الأحاديث ما يفيد كراهته كما في عدم محبته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له ونَهيه عنه والثناء على تركه.

وبالتالي فهل نأخذ بأحاديث الجواز ونطرح أحاديث النهى، أم نعكس الحكم فنأخذ بأحاديث النهى ونطرح أحاديث الجواز، أم نُعمل الأحاديث كلها فنحمل كل نوع من الأحاديث على معني صحيح وموضع مناسب لا يتعارض مع بقية الأحاديث؟

هذا ما سوف يفصح عنه المطلب الثاني.

* * *


(١٣) أخرجه البخارى: كتاب الطب، باب الشفاء في ثلاث (٥/ ٢١٥٢) ح (٥٣٥٧).

<<  <   >  >>