للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه" (٨).

وفي رواية لمسلم: "إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة، بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبِها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعًا وتسعين رحمة يرحم بِها عباده يوم القيامة".

٢ - حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن لله مائة رحمة فمنها رحمة بِها يتراحم الخلق بينهم، وتسعة وتسعون ليوم القيامة".

وفي رواية أخرى: "إن الله خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بِهذه الرحمة" (٩).

[بيان وجه التعارض]

أهل السنة والجماعة مجمعون على ما دل عليه الكتاب والسنة من إثبات صفة الرحمة لله تعالى، ومعلوم أن صفات الله تعالى غير مخلوقة، ولكن لما كان حديث "إن الله خلق الرحمة .. " قد يوهم معنًى فاسدًا عند بعض الناس، وهو كون صفة الرحمة لله تعالى مخلوقة، وذلك بسبب قوله في أول الحديث: "إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة" ثم قوله عن المتبقى من هذه المائة: "يرحم بِها عباده يوم القيامة" وجب التنبيه وإزالة ما قد يرد على الأذهان من اللبس والإيهام، أو توهم التعارض.


(٨) متفق عليه: البخاري: كتاب الأدب، باب: جعل الله الرحمة في مائة جزء. (٥/ ٢٢٣٦) ح (٥٦٥٤). ومسلم: كتاب التوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى. (١٧/ ٧٥) ح (٢٧٥٢).
(٩) أخرج كلا الروايتين مسلم في صحيحه: كتاب التوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى. (١٧/ ٧٦) ح (٢٧٥٣).

<<  <   >  >>