للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أنه يكره أن يقول السيد لعبده وأمته: عبدي وأمتي، وأما استعمال هذه الألفاظ من الغير للتعريف والإخبار والوصف فجائز.

٤ - أنه يكره أن يجمع الإنسان بين الله تعالى ورسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ضمير واحد، لما قد يوهم من التسوية بين الله تعالى ورسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والله تعالى أعلم.

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى: "هذه الألفاظ المنهي عنها وإن كانت تطلق لغة فالنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهى عنها تحقيقًا للتوحيد وسدًّا لذرائع الشرك لما فيها من التشريك في اللفظ، لأن الله تعالى هو رب العباد جميعهم، فإذا أُطلق على غيره شاركه في الاسم فيُنهى عنه لذلك، وإن لم يقصد بذلك التشريك في الربوبية التي هي وصف الله تعالى، وإنما المعني أن هذا مالك له فيُطلق عليه هذا اللفظ بِهذا الاعتبار فالنهي عنه حسمًا لمادة التشريك بين الخالق والمخلوق، وتحقيقًا للتوحيد؛ وبعدًا عن الشرك حتي في اللفظ وهذا من أحسن مقاصد الشريعة، لما فيه من تعظيم الرب تعالى وبعده عن مشابَهة المخلوقين، فأرشدهم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى ما يقوم مقام هذه الألفاظ، وهذا من باب حماية المصطفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جناب التوحيد" (١٠).

* * *


(١٠) فتح المجيد ص (٥٤٨).

<<  <   >  >>