للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمين لا شمال فيهما جل ربنا وعز عن أن يكون له يسار، إذ كون إحدى اليدين يسار إنما يكون من علامات المخلوقين (١٦)، جل ربنا وعز عن شبه خلقه" (١٧).

وقال البيهقي عن رواية بشماله: "ذكر الشمال فيه تفرد به عمر بن حمزة (١٨) عن سالم وقد روى هذا الحديث نافع (١٩) وعبيد الله بن مقسم (٢٠) عن ابن عمر، لم يذكروا فيه الشمال، ورواه أبو هريرة رضي الله عنه وغيره عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلم يذكر فيه أحدٌ منهم الشمال.

ورُوي ذكر الشمال في حديث آخر في غير هذه القصة، إلا أنه ضعيف بمرة، تفرد بأحدهما جعفر بن الزبير، وبالآخر يزيد الرقاشى وهما متروكان، وكيف يصح ذلك؟ وصحيح عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه سمى كلتي يديه يمينًا (٢١) " (٢٢).

وقال الألباني رحمه الله وقد سُئل: كيف نوفق بين رواية: "بشماله" الواردة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح مسلم، وقوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وكلتا يديه يمين

قال: "لا تعارض بين الحديثين بادئ بدء فقوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " .. وكلتا يديه


(١٦) انظر التعليق على كلامه السابق ص (٢٤٦).
(١٧) كتاب التوحيد (١/ ١٩٧).
(١٨) وهو ضعيف. انظر تقريب التهذيب (١/ ٧١٥).
(١٩) كما في صحيح البخاري (٦/ ٢٦٩٧) ح (٦٩٧٧)
(٢٠) كما في صحيح مسلم (١٧/ ١٣٨) ح (٢٧٨٨).
(٢١) لا يعني هذا أن البيهقي رحمه الله تعالى يثبت اليمين لله تعالى حقيقة، بل هو يُؤولها، فإنه لما ساق أخبارًا كثرة في اليمين قال: "واليمين المذكور في الأخبار التى ذكرناها محمول في بعضها على القوة والقدرة .. وفي بعضها على حسن القبول لأن في عرف الناس أن أيمانَهم تكون مرصدة لما عزَّ من الأمور، وشمائلهم لما هان منها، والعرب تقول: فلان عندنا باليمين أى بالمحل الجليل الأسماء والصفات (٢/ ١٦٠) وانظر: البيهقي وموقفه من الإلهيات ص (٢٥٦) للدكتور أحمد بن عطية الغامدي.
(٢٢) الأسماء والصفات (٢/ ١٣٩).

<<  <   >  >>