للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض" (٥).

وقال أيضًا: "وإذا عُلم ما دل عليه الشرع مع العقل واتفاق السلف من أن بعض القرآن أفضل من بعض، وكذلك بعض صفاته أفضل من بعض .. " (٦).

وعلى هذا فلا يلزم من قوله: "كلتا يديه يمين" تساويهما في الفضل، فإن اليد اليمنى أفضل من اليد الأخرى، وإلا لما كان للمقسطين مزية في كونهم عن يمين الرحمن.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وفي الصحيحين عن أبي موسى رضى الله عنه عن النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه، والقسط بيده الأخرى يرفع ويخفض" (٧)، فبين -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن الفضل بيده اليمنى، والعدل بيده الأخرى، ومعلوم أنه مع أن كلتا يديه يمين فالفضل أعلى من العدل، وهو سبحانه كلُّ رحمة منه فضل، وكلُّ نقمة منه عدل، ورحمته أفضل من نقمته، ولهذا كان المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن ولم يكونوا عن يده الأخرى وجَعْلُهم عن يمين الرحمن تفضيل لهم، كما فضل في القرآن أهل اليمين وأهل الميمنة على أصحاب الشمال وأصحاب المشأمة، وإن


(٥) مجموع الفتاوى (١٧/ ٨٩).
(٦) مجموع الفتاوى (١٧/ ١٠٣).
(٧) تقدم تخريجه عن أبى هريرة ص (٢٤٣)، وفيه بدل "القسط": "الميزان"، ولم أجده في الصحيحين عن أبى موسى؟ ! !

<<  <   >  >>