للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هامة (٣) ".

فقال أعرابي: يا رسول الله: فما بال إبلي تكون في الرمل كأنَّها الظباء، فيأتي البعير الأجرب (٤) فيدخل بينها فيجربَها؟ .

فقال: "فمن أعدى الأول؟ (٥) " (٦).

وفي رواية لمسلم من طريق أبي سلمة: "لا عدوى ولا طيرة .. ".


= وهناك قول ثالث وهو: أن أهل الجاهلية يتشاءمون بشهر صفر ويقولون: إنه شهر مشئوم فأبطل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذلك، قال ابن رجب بعد ذكره لهذا القول: لعل هذا القول أشبه الأقوال.
[لطائف المعارف (٨٣)].
(٣) "الهامة: الرأس، واسم طائر وهو المراد في الحديث، وذلك أنَّهم كانوا يتشاءمون بِها، وهي من طير الليل.
وقيل هي البومة، وقيل كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة فتقول: اسقوني، فإذا أُدرك بثأره طارت، وقيل: كانوا يزعمون أن عظام الميت، وقيل روحه تصير هامة فتطير ويسمونه الصدى فنفاه الإسلام ونهاهم عنه". [النهاية في غريب الحديث (٥/ ٢٨٣)، وانظر: لسان العرب (١٢/ ٦٢٤)، أعلام الحديث (٣/ ٢١١٩)].
قال ابن ححر في الفتح (١٠/ ٢٤١): " فعلى هذا -يقصد المعنى الأخير- فالمعنى في الحديث: لا حياة لهامة الميت، وعلى الأول: لا شؤم بالبومة ونحوها". وقال النووي في شرحه لمسلم (١٤/ ٤٦٦): "ويجوز أن يكون المراد النوعين فإنَّهما جميعًا باطلان فبين النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إبطال ذلك، وضلالة الجاهلية فيما تعتقده من ذلك".
(٤) "الجرب بثر يعلو أبدان الناس والإبل". [لسان العرب (١/ ٢٥٩)]
(٥) "أى: لو كان إنما أصاب الثاني لما أعداه الأول، إذًا لمَا أصاب الأول شيء لأنه لم يكن معه ما يعديه، ولكنه لمّا كان ما أصاب الأول إنما كان بقدر الله عز وجل كان ما أصاب الثاني كذلك". [شرح معاني الآثار (٤/ ٣١٠) وانظر: أعلام الحديث (٣/ ٢١١٨)، فتح الباري (٠/ ٢٤٢)، مسلم بشرح النووي (١٤/ ٤٦٧)]
(٦) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الطب، باب: لا صفر. (٥/ ٢١٦١) ح (٥٣٨٧). ومسلم: كتاب السلام، باب: لا عدوى ولا طيرة. (١٤/ ٤٦٤) ح (٢٢٢٠).

<<  <   >  >>