للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للعدوى وردّ الأحاديث المثبتة للعدوى وعلى رأس هؤلاء عائشة رضي الله عنها.

والفريق الآخر رجح الأحاديث المثبتة للعدوى ورد حديث "لا عدوى".

فأما الفريق الأول: فقد استدلوا على ما ذهبوا إليه بما يلى: -

١ - أن الأحاديث المثبتة للعدوى شاذة (٤٥).

٢ - "أن عائشة أنكرت ذلك، فأخرج الطبري عنها أن امرأة سألتها عنه (٤٦) فقالت: ما قال ذلك، ولكنه قال: "لا عدوى وقال: "فمن أعدى الأول؟ " قالت: وكان لي مولى به هذا الداء فكان يأكل في صحافي ويشرب في أقداحي وينام على فراشي (٤٧).

٣ - أن أبا هريرة تردد في هذا الحكم، فيؤخذ الحكم من رواية غيره.

٤ - أن الأخبار الواردة من رواية غيره في نفي العدوى كثيرة شهيرة بخلاف الأخبار المرخصة في ذلك" (٤٨).

وأما الفريق الثاني وهم الذين رجحوا الأحاديث المثبتة للعدوى فإنهم ردوا حديث "لا عدوى" واستدلوا على ذلك بما يلي: -

١ - "أن أبا هريرة رجع عنه: إما لشكه فيه وإما لثبوت عكسه عنده.

٢ - أن الأخبار الدالة على الإجتناب أكثر مخارج وأكثر طرقًا فالمصير إليها أولى" (٤٩).

* * *


(٤٥) انظر فتح الباري (١٠/ ١٥٩).
(٤٦) أى عن حديث: "وفر من المجذوم فرارك من الأسد".
(٤٧) أخرجه الطبرى في تَهذيب الآثار (١/ ٢٦) ح (٨٣) وابن أبي شيبة في مصنفه مختصرًا (٥/ ٥٦٨) ح (٩).
(٤٨) فتح الباري (١٠/ ١٥٩).
(٤٩) فتح الباري (١٠/ ١٦٠).

<<  <   >  >>