للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحاديث إثبات العدوى لكان أقرب (٢٣)، لأن الذي صمت عنه أبو هريرة رضى الله عنه هو قوله: "لا عدوى" والذي أقام عليه هو قوله "لا يوردنَّ ممرض على مصح".

٤ - وأما قولهم بأن الأخبار الواردة من رواية غير أبي هريرة في نفى العدوى كثيرة وشهيرة بخلاف الأخبار المرخصة في ذلك فليس بمسلم لأن أحاديث إثبات العدوى أيضًا كثيرة وشهيرة كما أَنَّها وردت من رواية غير أبي هريرة -كما سبق- كعبد الرحمن بن عوف وأسامة بن زيد وعمرو بن الشريد عن أبيه وعائشة رضى الله عنهم.

وأما ما ذهب إليه الفريق الثاني فيجاب عنه بما يلى: -

١ - أن الترجيح لا يصار إليه إلا عند تعذر الجمع كما سبق.

٢ - أن رجوع أبي هريرة عن حديث "لا عدوى" إنما هو لنسيانه، وهذا النسيان غير مؤثر على الحديث لوجهين ذكرهما النووي "أحدهما: أن نسيان الراوي للحديث الذي رواه لا يقدح في صحته عند جماهير العلماء بل يجب العمل به.

والثاني: أن هذا اللفظ ثابت من رواية غير أبي هريرة فقد ذكر مسلم هذا من رواية السائب بن يزيد وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وابن عمر عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (٢٤).


(٢٣) وهو ترجيح مردود كما سيأتي إن شاء الله.
(٢٤) مسلم بشرح النووى (١٤/ ٤٦٥) وهذه الروايات التي أشار إليها تقدم ذكرها في المطلب الأول.

<<  <   >  >>