للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أجيبَ: بأنَّه زادَه للإشارةِ إلى مدحِ مختصرِه من جهتين: عموم كونِه في الفقه، وخصوص كونه في المذهب، ولمدحِ عمومِ الفقه وخصوصِ مذهب الإمام أحمد، على أنَّ مذهبَ الإمام أحمدَ قد يكون في غيره.

اعلم أنَّه يجبُ وجوبًا صناعيًّا على كلِّ بادٍ في علمٍ من العلوم أن يعرفَ عشرةَ أشياءَ قد نَظَمها سيدي أحمدُ أبو العَبَّاس (١) بن زِكْري في أُرجوزتِه المُسماة "محصل المقاصد" حيثُ قالَ:

فأولُ الأبوابِ في المبادي … وتلك عشرةٌ على المرادِ

الحدُّ والموضوعُ ثم الواضعُ … والاسمُ الاستمدادُ حكمُ الشارع

تصورُ المسائلِ الفضيلة … ونسبةٌ فائدةٌ جليلة

حقٌّ على طالبِ علمٍ أن يحيط … بفهم ذي العشرةِ فهمها ينيط

بسعيه قبلَ الشروع في الطلب … بها يصير مبصرًا لما طلب

وزاد بعضُهم: الغايةَ، فصارَ مجموعُ الأشياءِ أحدَ عشرَ شيئًا.

الأولُ: حدُّ الفقهِ لغةً واصطلاحًا، فقد تكفَّل بهما الشارحُ.

الثاني: موضوعُه: وهو فعلُ المكلَّفِ من حيثُ إنَّه معرَّضٌ للأحكامِ الخمسةِ.

الثالث: واضعُه: وهو النبي ، وأوَّلُ مَن صنَّف فيه أبو حنيفةَ النعمانُ رضي الله تعالى عنه (٢).


(١) في الأصل: "القباس". وهو: أبو العباس أحمد بن محمد بن زِكْري التلمساني، فقيه أصولي بياني، له: "مسائل القضاه والفتيا"، و "بغية الطالب في شرح عقيدة ابن الحاجب" و "منظومة في علم الكلام" أكثر من ألف وخمس مئة بيت سمَّاها: "محصل المقاصد مما به تعتبر العقائد". (ت ٨٩٩ هـ). "شجرة النور الزكية" ص ٢٦٧، "الأعلام" ١/ ٢٣١.
(٢) "الوسائل الى معرفة الأوائل" للسيوطي ص ١١٦.