للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ما لم يَنْهَهُ، وإنْ خاف عليها، أَوْدَعَها ثقةً.

وإنْ ركبها مودَعٌ لغير نَفْعِها، أو لَبِسَها لا لخوفِ عُثٍّ، أو أخرج نحوَ دراهم من حِرْزِها، أو فكَّ خَتْمَها ونحوَه عنها، أو خلطها بغيرِ متميِّز فضاعت، ضَمِن.

القَصْدَ الحِفْظُ وهو موجودٌ هنا (ما لم يَنهَه) ربُّها عن السَّفَرِ بها.

(وإنْ خاف عليها) في السفر، أو كان نُهيَ عنه، دَفَعَها إلى حاكمٍ أمينٍ، فإنْ أودعها مع قدرته على الحاكِم، ضَمِنَها؛ لأنَّه لا ولايةَ له. فإنْ تعذَّر حاكمٌ أهلٌ (أوْدَعها ثقة) لفعلِه لمَّا أرادَ أنْ يهاجرَ، أودعَ الودائعَ التي كانتْ عندَه لأمِّ أيمن. -[على وزن أفضل] (١) (٢). ولأنَّه موضعُ حاجةٍ، وكذا حكمُ من حضَرَه الموتُ.

(وإنْ ركبها) أي: الدابَّةَ المودَعَةَ (مودَع) بفتح الدَّال (لغيرِ نَفْعِها) أي: عَلفِها وسَقْيِها، ضَمِنَ (أو لَبِسَها) أي: الوديعةَ، إن كانت ممَّا يُلبس، ضَمن، و (لا) يضمنُ إنْ لبسها (لخوفِ عُثٍّ) (٣) ونحوِه (أو أخرجَ نحوَ دراهم) مودَعةٍ (من حِرْزِها) ثمَّ ردَّها إلى حِرْزِها (أو فكَّ خَتمَها ونحوَه عنها) كأنْ كانتْ مشدودةً، فأزالَ الشَّدَّ، ضَمِنَ، أخرج منها شيئًا أوْلا؛ لهتكِ الحِرزِ (أو خلطها بغيرِ متميِّز) كدراهمَ بدراهم، وزيتٍ بزيتٍ (فضاعت) الوديعةُ بضياعِ الكُلِّ (ضَمن) الوديعةَ، وإنْ ضاعَ البعضُ ولم يَدْرِ أيَّهما ضاعَ، ضَمن أيضًا.


(١) ليست في (ح) و (س)، وفي (م): "على وزن أفعل".
(٢) ذكره القاضي أبو يعلى في "الجامع الصغير" ص ١٨٤، ولم نقف على من أخرجه هكذا، وأخرج الطبري في "تاريخه" ٢/ ٣٧٨، والبيهقي ٦/ ٢٨٩ عن عروة بن الزبير، عن عائشة أن رسول الله أمر عليًا أن يتخلَّف عنه بمكة حتى يؤدي عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس. ولم يذكر فيه أمَّ أيمن.
وذكر الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" ٣/ ٩٧ - ٩٨ أن النبي لما أراد الهجرة سلِّم الودائع إلى أمِّ المؤمنين، وأمر عليًا بردِّها، ولم يذكر أم أيمن ثم قال: وأما أمره عليًّا بردها: فرواه ابن إسحاق بسند قوي.
(٣) العُثُّ: السوس، ويقال: العُثَّة: الأرّضة: وهي دُويبّة تأكل الصوف والأديم. "المصباح المنير" (عثث).