للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولإمامٍ وحدَه حِمَى مرعًى لدوابِّ المسلمين بلا ضررٍ.

شُرْبِ النَّخلِ من السَّيْل أنَ الأعلى يشربُ قبلَ الأسفل ويتركُ الماءَ إلى الكَعبين، ثمَّ يُرسِلُ الماءَ إلى الأسفلِ الذي يليه، وكذلك حتَّى تنقضي الحوائطُ أو يفنَى الماءُ" رواه ابنُ ماجه، وعبدُ الله بن أحمد (١).

(ولإمامٍ وحدَه) دون آحادِ الناس (حِمَى مَرْعًى) أي: أنْ يمنعَ النَّاسَ من مرعًى (لدوابِّ المسلمين) التي يقومُ (٢) بحفظِها، كخيلِ الجهاد والصَّدَقة (بلا ضرر) بالتَّضييق على المسلمين؛ لما روى [ابن] (٣) عمر "أنَّ النبيَّ حَمَى النَّقيع (٤) لخيلِ المسلمين" رواه أبو عبيد (٥). وما حماهُ النبي ليس لأحدٍ نقضُه، وما حماهُ غيرُه من الأئمة، يجوزُ نقضُه.


(١) ابن ماجه (٢٤٨٣)، وعبد الله بن أحمد في "مسند أبيه" (٢٢٧٧٨)، قال في "خلاصة البدر المنير" ٢/ ١١٣: رواه ابن ماجه من رواية إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة، عن عبادة، وهذا مرسل، إسحاق لم يدرك عبادة، قاله أبو زرعة، والبيهقي [٦١٥٤]، وغيرهما وضعّف، قال ابن عدي: إسحاق عامَّة أحاديثه غير محفوظة.
(٢) جاء في هامش (س) ما نصه: "قوله: يقوم. أي: الإمام. انتهى تقريره".
(٣) ليست في النسخ، والمثبت من مصادر التخريج.
(٤) في الأصل و (ح) و (س): "البقيع"، والمثبت من (م). قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٥/ ٤٥: النقيع: بالنون المفتوحة، وحكى الخطابي أن بعضهم صحَّفه فقال بالموحَّدة، وهو على عشرين فرسخًا من المدينة.
(٥) في "الأموال" (٧٣٩)، وأخرجه أيضًا -أحمد (٦٤٣٨)، وابن حبان "الإحسان" (٤٦٨٣)، والطبراني في "الأوسط" (٧٩٣٧). قال الحافظ في "فتح الباري" ٥/ ٤٥: وفي إسناده: العمري، وهو ضعيف.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٤/ ١٥٨: رواه أحمد، وفيه: عبد الله العمري، وهو ثقة، وقد ضعفه جماعة.
وعلَّقه البخاري بعد حديث (٢٣٧٠) عن الصعب بن جثَّامة، بلفظ: "بلغنا أن النبي حمى النقيع".
وأخرجه موصولًا أبو داود (٣٠٨٤)، وهو عند أحمد (١٦٦٥٩) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس، عن الصعب بن جثَّامة، أن النبي حمى النقيع. قال الحافظ في "فتح الباري" ٥/ ٤٥: ليس هذا من حديث ابن عباس عن الصعب، وإنما هو بلاغ الزهري. [وهو عند أبي داود (٣٠٨٣)] وقال في "تغليق التعليق" ٣/ ٣١٦: وقد روى أبو داود ذلك بإسناد متصل لكنه ضعيف. وقال في "التلخيص الحبير" ٢/ ٢٨٠: هكذا أخرجه البخاري معقبًا لحديث: "لا حمى إلا لله ولرسوله" وهو المتصل منه، والباقي من مراسيل الزهري.