للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وحاصلُ الإشكالِ: أنه مركَّبٌ مِن قياسٍ من الشكل الأوَّل غير سلَّم المقدِّمةِ الكبرى، ونَظمُه أن يقال: مصدرٌ، ولا شيءَ من المصدر بمشتقٍّ، ينتج: ليس الكتابُ بمشتقٍّ.

وضابطُ الشكلِ الأولِ موجودٌ، وهو أنَّ صغراهُ محمولةٌ، وكبراهُ موضوعةٌ. قال في "السُّلَّم" (١):

حَمْلٌ بصُغرى وَضْعُه بكُبرى … يُدعى بشكل أوَّل ويُدرى

وحاصلُ الجواب: أن لا نسلمَ الكبرى، أعني لا شيءَ مِن المصدرِ بمشتقٍّ، بل منه ما هو مشتقٌّ، وهو المزيدُ؛ فإنَّه مشتقٌّ مِن المجرَّد، هذا على القولِ بالاشتقاق في الألفاظ، وهو أحدُ أقوالٍ ثلاثةٍ، أحدها -وهو الصحيحُ-: أنَّ اللفظَ يقسمُ إلى مشتقٍّ وجامدٍ، وهو قولُ الخليل وسيبوبه والأصمعيِّ (٢) وأبو عبيد (٣) وقُطْرب (٤)، وعليه العمل.

الثاني: أنَّ الألفاظَ كلَّها جامدةٌ موضوعةٌ، وبه قال نِفْطويه، واسمُه: محمدُ بنُ إبراهيمَ (٥).


(١) "السُّلَّم المنورق" ص ١٣.
(٢) هو: عبد الملك بن قُريب بن علي بن أصمع الباهلي، كان من أروى الناس للرجز، فزعموا أنه حفظ أربعة عشر ألف أرجوزة، فقيل له: أفيها شيء هو بيت أو بيتان؟ فقال: فيها المئة والمئتان، وكان من أوثق الناس في اللغة. له: "الأضداد"، و"الخيل"، وغيرها. (ت ٢١٦ هـ). "طبقات النحويين واللغوين"، ص ١٦٧ - ١٧٤، "الأعلام" ٤/ ١٦٢.
(٣) هو: القاسم بن سلَّام الخُزاعي، كان مؤدبًا، وكان من المعلمين ثم الفقهاء والمحدثين والنحويين والعلماء بالكتاب والسنة. له: "الأمثال" و"الأموال"، وغيرها. (ت ٢٢٤ هـ). "طبقات النحويين واللغويين" ص ١٩٩ - ٢٠٢، "الأعلام" ٥/ ١٧٦.
(٤) هو: أبو علي، محمد بن المستنير بن أحمد، نحوي عالم بالأدب واللغة، أول من وضع "المثلث" في اللغة، وقطرب لقب دعاه به أستاذه سيبويه فلزمه. له: "معاني القرآن" و "الأضداد"، وغيرها. (ت ٢٠٦ هـ). "طبقات النحويين واللغويين" ص ٩٩ - ١٠٠، "الأعلام" ٧/ ٩٥.
(٥) كذا جاء اسمه في مخطوط "الألقاب" لابن الفرضي كما أشار إليه الزركلي في "الأعلام" ١/ ٦١، =