للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فـ "كتاب" خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ (١)، ويجوزُ العكسُ، وأنْ يكونَ مفعولًا لفعلٍ محذوفٍ، تقديرُه: اقرأ، أو: خذْ؛ وكذا يُقالُ فى نظائرِهِ الآتيةِ.

الثالث: أنَّ الألفاظَ كلَّها مشتقَّةٌ، وهو قول الزَّجَّاجِ (٢) وابنِ دُرُسْتُويَه (٣) وغيرِهما.

وأمَّا إعرابُ هذا المركَّبِ، فاعلَم أنَّه جوَّز بعضُهم البناءَ؛ جَرْيًا على القولِ بأنَّ الأسماءَ قبل التركيبِ مبنيَّةٌ على أصلِ التخلُصِ.

وأمَّا الفتحُ؛ للخفَّةِ والإِعراب، وفيه أوجه؛ لأنَّه إما مع الإضافةِ أو عدمِها.

الثاني فيه أوجه، أن يكون "كتابٌ" خبرَ مبتدأ محذوفٍ، أي: هذا كتابٌ، أو عكسه، مبتدأً خبرُه محذوفٌ، أي: كتابٌ هذا موضعُه، أو ممَّا يُذكَر كتابٌ، بجَعْل تنوينِه للتعظيمِ، وهو يَقوم مقامَ التخصيص بالوصف بكونِه عظيمًا، والنصبُ على لغةِ رَبِيعةَ وهم يَقفُون على المنصوبِ؛ بحَذْف ألِفِه (٤)، وإن لم تكن موجودةً في اللفظِ؛ لأنَّها مقدَّرة، وعندهم صورةُ


= وفي بقية المصادر: أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة. كان أديبًا، وكان يروي الحديث. له: "غريب القرآن" و"أمثال القرآن"، وغيرها. (ت ٣٢٣ هـ). "طبقات النحوبين واللغويين" ص ١٥٤، "تاريخ بغداد" ٦/ ١٥٩، "وفيات الأعيان" ١/ ٤٧ - ٤٩، "الأعلام" ١/ ٦١.
(١) بعدها في (ح): "أي هذا كتاب".
(٢) هو: أبو إسحاق، إبراهيم بن السري بن سهل، عالم بالنحو واللغة، كان في صغر. يخرط الزجاج، فنُسب إليه، له: "معاني القرآن"، و"الاشتقاق"، وغيرها. (ت ٣١١ هـ، وقيل: ٣١٦ هـ). "طبقات النحويين واللغويين"، ص ١١١ - ١١٢، "وفيات الاعيان" ١/ ٤٩ - ٥٠، "الأعلام" ١/ ٤٠.
(٣) هو: أبو محمد، عبد الله بن جعفر بن محمد بن دُرُسْتُويَه -قال ابن خلكان: ودرستويه بضم الدال المهملة والراء وسكون السين المهملة وضم التاء المثناة من فوقها، وسكون الواو، وفتح الياء المثناة من تحتها وبعدها هاء ساكنة. هكذا قاله السمعاني. وقال غيره: هو بفتح الدال والراء والواو، وهذا القائل هو ابن ماكولا في كتاب "الإكمال"- انتهى. قرأ على المبرد "الكتاب" وبرع، وكان نظارًا، له: "الإرشاد في النحو"، و"معاني الشعر"، وغيرها. (ت ٣٤٧ هـ)."طبقات النحويين واللغويين" ص ١١٦، "وفيات الأعيان" ٣/ ٤٤، "الأعلام" ٤/ ٧٦.
(٤) ينظر "قطر الندى وبل الصدى" ص ٥٤٠، ونقل ابن هشام عن شاعرهم قولَه:
ألا حبذا غنمٌ وحسن حديثها … لقد تركت قلبي بها هائمًا دَنِفْ