للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كما تقدَّمت الإشارة إليه.

والاستنجاءُ: من نجوتُ الشجرةَ وأنجَيتُها: إذا قطعتَها، كأنَّه (١) يقطع الأذى عنه (٢).

(كما تقدمت الإشارةُ إليه) في قوله: "وهو كالكتاب والباب عرفًا" (٣).

(والاستنجاءُ) والاستطابةُ والاستجمارُ عبارة عن إزالةِ الخارجِ من السبيلين عن مخرج، فالاستطابةُ والاستنجاءُ يكونان تارة بالماء، وتارة بالأحجار.

والاستجمارُ مختص بالأحجار، فبينَ الاستنجاءِ والاستجمارِ عموم وخصوص مُطلَق، فكلُّ استنجاء استجمار، ولا عكس. مأخوذٌ من الجمار، وهي الحصى الصغار، قال في "القاموس": واستطَاب: استَنْجَى، كأطاب (٤). سُمِّي استطابة؛ لأنَّ نفسَهُ تطيبُ بإزالةِ الخبث. مصنف (٥). (إذا قطعتَها) بفتح التاء، بخلافِ ما لو أتيت بـ: "أي" بدل "إذا"، فإنَّه كان يتعيَّن ضم التاء، وإلى هذه التفرقة أشار بعضهم بقوله:

إذا كَنَيتَ بأي فعلًا تُفسره … فضُم تاءَك فيه ضم معترِفِ

وإن تكن بإذا يومًا تُفسِّره … ففتحةُ التاءِ أمرٌ غيرُ مختلفِ (٦)

ووجههُ: أن التاءَ مع "أي" تاءُ المتكلِّم، ومع "إذا" تاءُ المخاطَب، توضيحُ ذلك: أنَّه إذا فسرتَ الفعلَ بـ "أي"، ضممتَ؛ لأنَّ ما قبلَ "أي" عين ما بعدَها، كما في قول الفقهاء:


(١) بعدها في الأصل: "لم".
(٢) "المطلع" ص ١١.
(٣) في أول فصل الآنية.
(٤) "القاموس" (طيب).
(٥) "كشاف القناع" ١/ ٥٨.
(٦) أوردها ابن هشام في "مغني اللبيب" ص ١٠٧، ولم ينسبها.