للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واسْتِتارُه،

إذا أراد البَراز [، انطلق حتَّى لا يَراه أحدٌ. رواه أبو داود (١). والبَراز] (٢) -بفتح الباء، والكسرُ قليلٌ-: الفضاءُ الواسعُ الخالي مِن الشجر (٣). وهو [في الحديث] (٤)؛ كناية عن التغَوُّط.

(و) يُستحب (استتارُه) عن ناظرٍ؛ لخبر أبي هريرةَ مرفوعًا: "مَن أتى الغائطَ، فليَستتر، فإن لم يَجد إلَّا أن يجمعَ كثيبًا مِن رملٍ، فليَستتر به، فإن الشيطانَ يَلعبُ بمقاعدِ بني آدمَ، مَن فَعل، فقد أحسنَ، ومَن لا، فلا حَرج" رواه أبو داود (٥).

النَّاس، وعن مجلسِهم، مع أمن، وصرح السامري (٦) بالاستحباب، ولأنَّه خرجَ منه رائحة كريهة، فتتضرر الجماعةُ، أو يخرج منه، فيستحي من النَّاس. دنوشري.

(رواه أبو داود) يصحُّ برفع "داود" على أحدِ الأوجُهِ في إعراب المُتَضايفَين، على أن الإعراب على الجزء الأوَّل، والثَّاني ملازم لحالة واحدةٍ، وهو المشهور كعبد الله، والوجه الثالث: مبني في الأحوالِ الثلاثة، فهو مبني على الفتح في محل رفع، مبني على الفتح في محل نصب، مبني على الفتح في محلِّ جر.

(والكسرُ قليل) مبتدأ وخبر.

(وهو … كناية عن التغوط) من باب إطلاقِ اسمِ المحل على الحال. ق س. فهو مجاز مرسل علاقتُه الحالية والمحلية. (واستتارُه عن) أعينِ النَّاس وعن (ناظرٍ) إليه، بما أمكَنه من


(١) في "سننه" (٢)، وأخرجه. أيضًا. ابن ماجه (٣٣٥) بنحوه. قال النووي في "المجموع" ٢/ ٨٥: رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد فيه ضعف يسير، وسكت عليه أبو داود، فهو حسن عنده.
(٢) ليست في (ح).
(٣) "المصباح المنير": (برز).
(٤) ليست في (س).
(٥) في "سننه" (٣٥)، وفيه: "فليستدبره" بدل: "فليستتر به" وأخرجه. أيضًا. ابن ماجه (٣٣٧)، وأحمد (٨٨٣٨). وحسنه النووي في "المجموع" ٢/ ٨٥، وابن حجر في "فتح الباري" ١/ ٢٥٧.
(٦) هو نصير الدين، أبو عبد الله، محمَّد بن عبد الله بن الحسين، الفقيه، الفرضي، من مصنفاته: "المستوعب" في الفقه، و "الفروق"، و "البستان" في الفرائض. (ت: ٦١٦ هـ) ببغداد. "ذيل طبقات الحنابلة" ٢/ ١٢١ - ١٢٢.