للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويبتدئُ بجانبِ فمِه الأيمنِ، ويَدَّهِنُ غِبًّا.

(وَيَبتدئُ) المتسوِّكُ ندبًا (١) (بجانبِ فمِه الأيمن)؛ لحديث عائشة "أنَّ النبيِّ كان يُحِبُّ التيامنَ في تنعُّلهِ، وترجُّلهِ، وطهورِه، وفي شأنه كلِّه" متفق عليه (٢). مِن ثنايا الجانبِ الأيمنِ إلى أضْراسِه، قاله في "المطلع" (٣)، وجزم به في "الإقناع" (٤). وقال الشهابُ الفتوحيُّ في قطعتهِ على "الوجيز": يَبدأُ مِن أَضْراسِ الجانبِ الأيمنِ.

(ويَدَّهِنُ) ندبًا في بَدَنٍ وشَعَرٍ (غِبًّا)

(من ثنايا الجانب … إلخ) يتعلَّق بقوله: (ويبتدئُ) أي: بيساره، ثم يمرُّه بعد ذلك على لسانه، وسقفِ حلقه بلطفٍ. دنوشري. (وطُهوره) بضمِّ الطاءِ. أي: يسنُّ له بداءةٌ بالجانبِ الأيمن في تطهيره من الحدث الأكبر أو الأصغر.

(وفي شأنِه كلِّه) أي: ويسنُّ بداءةٌ أيضًا بالجانبِ الأيمنِ في شأنه كلِّه، كترجيلٍ، وانتعالٍ، ولبسِ ثوبٍ، وخُفٍّ وسراويلَ، ودخولِ مسجدٍ، والاستنجاءِ، والامتخاطِ. والخروجُ من المسجدِ بضدِّ ذلك؛ لأنَّ اليمينَ لما شَرُفَ، واليسارَ لما خَبُثَ.

(وقال الشهاب الفتوحي) اسمه: أحمد، تولَّى قضاء عسكر، وهو والدُ صاحب "المنتهى".

(ويَدَّهن غِبًّا) هذا شروعٌ في غير السِّواك، هو مأخوذٌ من غَبِّ الإبلِ، وهو أنْ تَرِدَ الماءَ وتدعَهُ يومًا، وأما الغِبُّ في الزيارةِ، ففي كلِّ أسبوعٍ، وفي صلاةِ الضحى عدمُ المداومةِ عليها. حفيد.

ونقل المصنِّفُ في "شرحه" على "الإقناع" عن الشيخ تقيِّ الدين ما نصُّه: يفعلُ ما هو الأصلحُ للبدنِ، كالغُسلِ بماءٍ حارٍ ببلدٍ رطبٍ؛ لأنَّ المقصودَ ترجيلُ الشعرِ، وهو فعلُ


(١) ليست في (س).
(٢) البخاري (١٦٨)، ومسلم (٢٦٨)، وسلف ص ١٩٠.
(٣) ص ١٥.
(٤) ١/ ٣١.