للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كفَّا من ماءٍ، فجعلَه (١) تحت حنكِه فخلَّلَ به لحيتَه، وقال: "هكذا أمَرني ربِّي"، رواه أبو داود (٢).

وقال في "الإقناع" (٣): تخلَّلُ (٤) اللحيةُ عندَ غَسْلها، وإذا شاء عند مسح رأسه. نصَّ عليه.

وقد صحَّ أن لحيتَه الكريمةَ -شرَّفها الله تعالى- كانت كثَّةً (٥). ويجزِئُ غسلُ ظاهرها، ويسَنُّ غسلُ باطنِها، وأن يزيدَ في ماء الوجه، وأمَّا شعرُ الوجهِ الخفيفُ فيجبُ غَسْلُهُ وما تحتَه، فالمتوضِّئ مخيَّرٌ في تخليلِ اللحيَةِ بينَ أنْ يخلِّلَها على صفة ما تقدَّم، أو يأخذَ كفًّا من ماءٍ يضعُه في جانبها، ويعركها.

واللحيَةُ الكثيفةُ: هي التي لا تُرَى منها البشرةُ عند المواجهةِ. وضدُّها الخفيفة، فيجبُ غسلُ ظاهرِهَا وباطنِهَا، وكذا في حكم اللحية عنفقةٌ (٦)، وشارِبٌ، وحاجبانِ، ولحيةُ أنثى وخُنْثَى. فإنْ كان كلٌّ مِنْ هذه الشعورِ المذكورةِ كثيفًا، أجزأَ غَسلُ ظاهرِه، ويُسَنُّ تخليلُ باطنِه، كاللحيَةِ الكثيفةِ. وإن كانت هذه الشعورُ خفيفةً، وجبَ غَسْلُ ظاهرِها وباطنِها، كاللحيةِ الخفيفةِ.


(١) بعدها في الأصل:"فيها"، ولم ترد في مصدر التخريج.
(٢) في "سننه" (١٤٥)، وصحَّحه الألباني في "الإرواء" ١/ ١٣٠.
(٣) ١/ ٤٣.
(٤) في الأصل: "يخلل".
(٥) قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" ١/ ٥٦: وأمَّا كونه ، كان كثَّ اللحية، فقد ذكر القاضى عياض ورود ذلك في أحاديث جماعة من الصحابة بأسانيد صحيحة، كذا قال، وفي مسلم [(٢٣٤٤): (١٠٩)]: كان رسول الله كثير شعر اللحية، وروى البيهقي في "الدلائل" [١/ ٢٤٥] من حديث علي: كان رسول الله عظيم اللحية، وفي رواية [١/ ٢١٠]: كثَّ اللِّحية … اهـ ثم ذكر الحافظ غيرها. والروايتان عن علي أخرجهما الإمام أحمد (٩٤٤) و (٦٨٤).
(٦) هي شعيراتٌ بين الشفةِ السفلى والذَّقَن. "القاموس" (عنفق).